شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 436 - الجزء 2

  فهو من الشيطان، وفي أيدي الروافض والغلاة من ذلك ما قد سمعت وسمعنا.

  وقال (الجمهور: بل) القراءات (السبع) كلها متواترة وهي: قراءة نافع، وأبي عمرو⁣(⁣١)، والكسائي، وحمزة⁣(⁣٢)، وابن عامر⁣(⁣٣)، وابن كثير، وعاصم.

  قال (أكثرهم) أي أكثر الجمهور: تواترت القراءات السبع (أصولاً وهو جوهر اللفظ) أي حروفه وكلماته وإعرابه، (و) تواترت أيضاً (فرشاً وهو هيئته نحو المد والإمالة) والتسهيل والتحقيق والتفخيم والترقيق والإخفاء والإظهار.

  وقال الفقيه يحيى بن حسن (القرشي وابن الحاجب) وغيرهما: (لم يتواتر الفرش).

  وقال الأسيوطي في الإتقان: لَا خِلَافَ أَنَّ كُلَّ مَا هُوَ مِنَ الْقُرْآنِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ مُتَوَاتِرًا فِي أَصْلِهِ وَأَجْزَائِهِ وَأَمَّا فِي مَحَلِّهِ وَوَضْعِهِ وَتَرْتِيبِهِ فَكَذَلِكَ عِنْدَ مُحَقِّقِي أَهْلِ السُّنَّةِ لِلْقَطْعِ بِأَنَّ الْعَادَةَ تَقْضِي بِالتَّوَاتُرِ فِي تَفَاصِيلِ مِثْلِهِ لِأَنَّ هَذَا الْمُعْجِزَ الْعَظِيمَ الَّذِي هُوَ أَصْلُ الدِّينِ الْقَوِيمِ وَالصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ مِمَّا تَتَوَفَّرُ الدَّوَاعِي عَلَى نَقْلِ جُمَلِهِ وَتَفَاصِيلِهِ فَمَا نُقِلَ آحَادًا وَلَمْ يَتَوَاتَرْ يُقْطَعُ بِأَنَّهُ لَيْسَ مِنَ الْقُرْآنِ قَطْعًا.

  قال: وَذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْأُصُولِيِّينَ إِلَى أَنَّ التَّوَاتُرَ شَرْطٌ فِي ثُبُوتِ مَا هُوَ مِنَ


(١) زبان بن عمار التميمي المازني البصري، أبو عمرو، ويلقب أبوه بالعلاء: من أئمة اللغة والأدب، وأحد القراء السبعة. ولد بمكة (٧٠ هـ) ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة (١٥٤ هـ). (الأعلام للزركلي باختصار). وقال في التيسير في القراءات السبع: قيل اسمه زبان، وقيل العريان، وقيل يحي وقيل اسمه كنيته، وقيل غير ذلك.

(٢) هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الزيات الفرضي التميمي، مولى لهم ويكنى أبا عمارة، وتوفي بحلوان سنة ست وخمسين ومائة. (التيسير في القراءات السبع باختصار).

(٣) هو عبد الله بن عامر اليحصبي قاضي دمشق أيام الوليد بن عبد الملك، ويكنى أبا عمران وهو من التابعين وليس في القراء السبعة من العرب غيره وغير أبي عمرو والباقون هم موالٍ، وتوفي بدمشق سنة ثماني عشرة ومائة. (التيسير في القراءات السبع باختصار).