شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 438 - الجزء 2

  (والحرف الثابت في إحدى القراءتين دون الأخرى عند الجمهور) أي القائلين بتواتر السبع القراءات وذلك (كمالك) فإن فيه زيادة الألف (وملك) بغير ألف فإن الألف في إحدى القراءتين (جزء متواتر أتي به توسعة) للقارئ إن شاء قرأ به وإن شاء تركه.

  قالوا: (ولا يسمى) ذلك الحرف (على انفراده قرآناً).

  قالوا: (والمجتزي بالأخرى) كمن قرأ ملك بغير ألف (لم يترك قرآناً كالمجتزي بإحدى خصال الكفارة) أي كفارة اليمين فإنه إذا اجتزى بإحداها لم يترك واجباً عليه.

  وقال جار الله (الزمخشري و) السيد الرضي (نجم الدين وغيرهما) كالإمام الحقيني⁣(⁣١) والإمام يحيى $: (بل المختلف فيه) من القراءات (بين السبعة) القراء (وغيرهم ليس بمتواتر) بل آحادي وحينئذ فلا فرق عند أهل هذا القول بين المختلف فيه بين السبعة وما عدا السبع القراءات في أن ذلك آحادي وليس المتواتر عندهم إلا ما اتفقوا عليه.

  وقال الشيخ محمد⁣(⁣٢) بن محمد بن محمد (الجزري) الشافعي حاكياً (عن


(١) الإمام الهادي الحُقَيْني أبو الحسن علي بن جعفر بن الحسن بن عبدالله بن علي بن الحسن بن علي بن أحمد الحقيني بن علي بن الحسين الأصغر بن علي سيد العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب $. أجمع علماء زمانه أن سُبُع علمه يكفي للإمامة، وكان متشدداً على الملاحدة الباطنية، وغدر به حشيشي منهم، فقتله يوم الاثنين من شهر رجب سنة تسعين وأربعمائة. وهبت ريح بعد مضي مائة سنة من وفاته فكشفت عن قبره، فرأوه على عادته لم يتغير حتى شعر لحيته، وله وصية تذهل منها العقول، رضوان الله وسلامه عليه. (التحف للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).

(٢) محمد بن محمد بن محمد بن علي بن يوسف، أبو الخير، شمس الدين، العمري الدمشقي ثم الشيرازي الشافعي، الشهير بابن الجزري: شيخ القراء في زمانه. من حفاظ الحديث. ولد (٧٥١ هـ) ونشأ في دمشق، وابتنى فيها مدرسة سماها (دار القرآن) ورحل إلى مصر مرارا، ودخل بلاد الروم، وسافر مع تيمورلنك إلى ما وراء النهر. ثم رحل إلى شيراز فولي قضاءها. ومات فيها (٨٣٣ هـ). نسبته إلى (جزيرة ابن عمر) من كتبه (النشر في القراءات العشر - ط) جزآن، و (غاية النهاية في طبقات القراء - ط). (الأعلام للزركلي باختصار).