(باب: والشريعة)
  عليه والابتداء بما بعده وأكثر ما يوجد عند رؤوس الآي غالباً، وقد يوجد في أثنائها كقوله تعالى: {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}[النمل: ٣٤]، هنا التمام؛ لأنه انقضاء كلام بلقيس ثم قال تعالى: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ٣٤}[النمل].
  وكذا: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي}[الفرقان: ٢٩]، هنا التمام لأنه انقضاء كلام الظالم أبي بن خلف ثم قال تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ٢٩}[الفرقان].
  وقد يوجد بعدها كقوله: {مُصْبِحِينَ ١٣٧ وَبِاللَّيْلِ}[الصافات]، هنا التمام.
  ومثله: {يَتَّكِئُونَ ٣٤ وَزُخْرُفًا}[الزخرف].
  والكافي: منقطع في اللفظ متعلق في المعنى فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده أيضاً نحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}[النساء: ٢٣]، هنا الوقف ويبتدأ بما بعد ذلك وهكذا كل راس آية بعدها لام كي وإلا بمعنى لكن وإن الشديدة المكسورة ونحو ذلك ما لم يتقدمهن قول أو قسَمٌ.
  والحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كالحمد لله.
  والقبيح: هو الذي لا يفهم منه المراد كالحمد وأقبح منه الوقف على: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا} ويبتدئ: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ}[المائدة: ١٧]، لأن المعنى مستحيل بهذا الابتداء ومن تعمده وقصد معناه فقد كفر.
  ومثله في الوقف: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ}[البقرة: ٢٥٨]، {فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ}[النساء: ١١].
  وأقبح من هذا الوقف على المنفي دون حرف الإيجاب من نحو: {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}[الصافات: ٣٥]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٥٦}[الفرقان]، فإن اضطر لأجل النفس جاز ثم يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده ولا حرج.
  وقيل: الوقف على خمس مراتب: لازم، ومطلق، وجائز، ومُجوَّز لوجه، ومرخص ضرورة، وقيل غير ذلك. انتهى كلام صاحب الإتقان.