شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 451 - الجزء 2

  عليه والابتداء بما بعده وأكثر ما يوجد عند رؤوس الآي غالباً، وقد يوجد في أثنائها كقوله تعالى: {وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً}⁣[النمل: ٣٤]، هنا التمام؛ لأنه انقضاء كلام بلقيس ثم قال تعالى: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ ٣٤}⁣[النمل].

  وكذا: {لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي}⁣[الفرقان: ٢٩]، هنا التمام لأنه انقضاء كلام الظالم أبي بن خلف ثم قال تعالى: {وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا ٢٩}⁣[الفرقان].

  وقد يوجد بعدها كقوله: {مُصْبِحِينَ ١٣٧ وَبِاللَّيْلِ}⁣[الصافات]، هنا التمام.

  ومثله: {يَتَّكِئُونَ ٣٤ وَزُخْرُفًا}⁣[الزخرف].

  والكافي: منقطع في اللفظ متعلق في المعنى فيحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده أيضاً نحو: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}⁣[النساء: ٢٣]، هنا الوقف ويبتدأ بما بعد ذلك وهكذا كل راس آية بعدها لام كي وإلا بمعنى لكن وإن الشديدة المكسورة ونحو ذلك ما لم يتقدمهن قول أو قسَمٌ.

  والحسن: هو الذي يحسن الوقف عليه ولا يحسن الابتداء بما بعده كالحمد لله.

  والقبيح: هو الذي لا يفهم منه المراد كالحمد وأقبح منه الوقف على: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا} ويبتدئ: {إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ}⁣[المائدة: ١٧]، لأن المعنى مستحيل بهذا الابتداء ومن تعمده وقصد معناه فقد كفر.

  ومثله في الوقف: {فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ}⁣[البقرة: ٢٥٨]، {فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ}⁣[النساء: ١١].

  وأقبح من هذا الوقف على المنفي دون حرف الإيجاب من نحو: {لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ}⁣[الصافات: ٣٥]، {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا ٥٦}⁣[الفرقان]، فإن اضطر لأجل النفس جاز ثم يرجع إلى ما قبله حتى يصله بما بعده ولا حرج.

  وقيل: الوقف على خمس مراتب: لازم، ومطلق، وجائز، ومُجوَّز لوجه، ومرخص ضرورة، وقيل غير ذلك. انتهى كلام صاحب الإتقان.