(باب: والشريعة)
  قال: وقال غيره سبب اختلاف السلف في عدد الآي أن النبي ÷ كان يقف على رؤوس الآي للتوقيف فإذا علم محلها وصل للتمام فيحسب السامع حينئذ أنها ليست فاصلة.
  وأما معرفة الوقف فقال في الإتقان أيضاً الوقف فنٌّ جليل به يعرف كيف أداء القرآن وقد أفرده بالتصنيف خلائق قال والأصل فيه ما أخرجه النحاس يرفعه إلى ابن عمر أنه قال: لقد عشنا برهة من دهرنا وإن أحدنا ليؤتى الإيمان قبل القرآن وتنزل السورة على محمد فيتعلم حلالها وحرامها وما ينبغي أن يوقف عنده منها كما تتعلمون أنتم اليوم القرآن.
  قال النحاس: فهذا الحديث يدل على أنهم كانوا يتعلمون الأوقاف كما يتعلمون القرآن.
  قال: وعن علي في قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ٤}[المزمل]، قال: الترتيل تجويد الحروف ومعرفة الوقوف.
  قال الأسيوطي: واصطلح الأئمة لأنواع الوقف والابتداء أسماء قال بعضهم: الوقف على ثلاثة أوجه: تام وحسن وقبيح.
  فالتام: الذي يحسن الوقف عليه والابتداء بما بعده ولا يكون بعده مما يتعلق به كقوله تعالى: {وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ٥}[البقرة]، وقوله: {أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ١٠}[يس].
  والحسن هو الذي يحسن الوقف عليه لا الابتداء بما بعده كقوله: {الْحَمْدُ لِلَّهِ} لأن الابتداء بـ {رَبِّ الْعَالَمِينَ ٢} لا يحسن لكونه صفة لما قبله.
  والقبيح هو الذي ليس بتام ولا حسن كالوقف على بسم من قوله: {بسم الله}.
  وقال بعضهم: الوقف ينقسم إلى أربعة أقسام: تام مختار، وكافي جائز، وحسن مفهوم، وقبيح متروك، فالتام هو الذي لا يتعلق بشيء مما بعده فيحسن الوقف