شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 456 - الجزء 2

  {وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}⁣[آل عمران: ٧]، ظاهرة في العطف) أي في كونها واو العطف كما هو أصل وضعها لا واو الاستئناف فلا وجه يقتضي العدول عن هذا الظاهر وإذا كان كذلك كان المعنى: وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم.

  (وإن سلم عدم ظهوره) أي الواو (كذلك) أي في العطف (فمتشابه) أي: فالواو من المتشابه؛ (لاحتماله) أن يكون واو (الحال و) احتماله أن يكون واو (الاستئناف) فيكون ما بعده مستأنفاً أي غير معطوف على ما قبله بل ابتداء كلام كأنه قيل: الراسخون في العلم يقولون آمنا به وذلك أيضاً (مع) احتمال أن تكون واو (العطف) كما ذكرنا فصار متردداً بين ثلاثة معاني وذلك حقيقة المتشابه (فيلزمهم) حينئذ (ألا يحتجوا بها) أي بهذه الآية الكريمة (لكونهم لا يعلمون تأويلها) كما زعموا أن المتشابه لا يعلم تأويله إلا الله.

  (قالوا) أي بعض الأشعرية وموافقوهم: (ورد) عن النبي ÷ (الوقف على الجلالة) في قوله تعالى: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ}⁣[آل عمران: ٧]، وذلك يدل على انقطاع ما قبل الواو عما بعدها فدل ذلك على أن الواو للاستئناف.

  (قلنا) جواباً عليهم: لا حجة في ذلك لأن (الوقف لا يمنع العطف بدليل صحة الوقف على أوساط الآي إجماعاً) بين العلماء (وإنما يمنع) العطف (دليل الإضراب عن الكلام السابق) أي عن الحكم الثابت للكلام السابق (واستئناف ما بعده) أي انقطاعه معنىً عما تقدم، ودليل الإضراب هو أن يكون بين الكلامين كمال الانقطاع أو لا جامع بينهما أو يفسد المعنى مع تقدير العطف أو نحو ذلك على ما هو مقرر في مواضعه من علم المعاني.

  (وهو) أي دليل الإضراب (معدوم هنا) فصح ما ذهبنا إليه من بقاء الواو على معناها وهو العطف.