شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في بيان المحكم والمتشابه من القرآن وما يتعلق بذلك

صفحة 458 - الجزء 2

  فيكون المعطوف عليه وهو قوله تعالى: {ق} قسم مثله لوجوب مشاركة المعطوف للمعطوف عليه في الحكم الثابت له.

  قلت: ومثل ذلك ذكره الحسين بن القاسم بن علي العياني $ في تفسير سورة الأحقاف حيث قال: تأويل قول مولانا ø: {حم ١} هو قسم أقسم الله به وسنذكر أسرار كتاب الله إن بلغنا الله ذلك. انتهى.

  ومثله روى أبو العباس الطوسي في تفسيره عن علي #.

  (وجواباتها) أي الفواتح المذكورة المقسم بها (إما مذكورة) نحو قوله تعالى: {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ١ مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ ٢}⁣[القلم]، وقوله تعالى: {يس ١ وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ ٢ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ ٣ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٤}⁣[يس]، وذلك كقوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١} إلى قوله: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ٤}⁣[الليل]، ونحو ذلك.

  (أو) تكون جواباتها (مقدرة) حذفت لنوع من الفصاحة والبلاغة (لدلالة سياق الكلام عليها) نحو قوله تعالى: {الم ١ ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ٢}⁣[البقرة]، تقديره: أقسم بألم إن القرآن لحق لا ريب فيه، وإنه هدىً للمتقين ونحو ذلك.

  وذلك كقوله تعالى: {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢ وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ ٣ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ ٤ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ٥ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦}⁣[الفجر]، والمعنى: لننتقمن ولنهلكن ونحو ذلك مما يدل عليه سياق الكلام.

  (وذلك) أي حذف جواب القسم (جائز إجماعاً) بين علماء العربية (لثبوت هذه القاعدة) يعني أن حذفه لما يدل عليه ثابت لغة أي في (لغة) العرب بل ذلك يزيد الكلام فصاحة وبلاغة يعرفها صاحب الذوق السليم العارف بلغة العرب.

  واعلم أن الكلام في الحروف المقطعة في أوائل السور كثير فمن ذلك ما قد