شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 488 - الجزء 2

  إِلَيْهِ وَإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِهِ فَسَيَقُولُونَ هَذَا إِفْكٌ قَدِيمٌ ١١ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا}⁣[الأحقاف].

  فثبت أن القرآن هو هذا المتلو وأنه ليس بقديم وأنه مكتوب وأنه موضوع على لسان العرب وهذه صفات الحروف.

  وقال ÷: «ما خلق الله من سماء ولا أرض أعظم من آية الكرسي»⁣(⁣١) وغير ذلك.

  وفي الكشاف: والعجب من النوابت ومن زعمهم أن القرآن قديم مع اعترافهم بأنه معجز وإنما يكون العجز حيث تكون القدرة فيقال: الله قادر على خلق الأجسام والعباد عاجزون عنه.

  وأما المحال الذي لا مجال فيه للقدرة ولا مدخل لها فيه كثاني القديم فلا يقال للفاعل قد عجز عنه ولا هو معجز، ولو قيل ذلك لجاز وصف الله بالعجز لأنه لا يوصف بالقدرة على المحال إلا أن يكابروا ويقولوا هو قادر على المحال فإن رأس مالهم المكابرة وقلب الحقائق انتهى.

  وقد تقدم ما ذكرناه في مثل هذا والرد على الأشعرية في ذكر صفات الله تعالى الفعلية في وصفه ø بكونه متكلماً فليرجع إليه فإن فيه الكفاية.

  ومما قاله في قدم القرآن أبو بكر بن إسحاق الشافعي هذه الأبيات وأمر بها إلى الإمام محمد بن⁣(⁣٢) المطهر بن يحيى المظلل # وهي:


(١) رواه الإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، ورواه الترمذي في سننه عن ابن مسعود موقوفاً، وسعيد بن منصور في تفسيره، والسخاوي في المقاصد الحسنة، ومحمد بن نصر المروزي في مختصر قيام الليل، وابن حجر في فتح الباري، وابن الضريس في فضائل القرآن، والذهبي في سير أعلام النبلاء، وذكره ابن السبكي في طبقات الشافعية، ولم ينكره.

(٢) الإمام المهدي لدين الله محمد بن المطهر بن يحيى $. قيامه: سنة إحدى وسبعمائة، ومكن الله بسطته، وافتتح عدن أبين، وله كرامات واسعة. من مؤلفاته: المنهاج الجلي شرح مجموع الإمام زيد بن علي أربعة مجلدات، وعقود العقيان في الناسخ والمنسوخ من القرآن، وفيه من علوم التفسير فرائد ثمينة، وفاته لثمان بقين من ذي الحجة سنة ثمان وعشرين وسبعمائة عن سبعين سنة. =