شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 520 - الجزء 2

  وقوله أيضاً في خبر الوصاية: أنه غير مقبول بل هو شيء تختلقه الروافض باطل لأن خبر الوصاية قد رواه الثقات من أهل البيت $ وغيرهم مع أنه موافق لكتاب الله سبحانه حيث أكد الله سبحانه وجوب الوصية على عباده سيما الأنبياء $ وحكى ذلك عن كثير منهم وقد قدمنا طرفاً من روايته فليؤم ذلك من أراد الهدى ولكن هذا القائل قد رفض الهدى الذي أُمِر باتباعه وهو الثقلان وأسس مذهبه على اتباع الهوى والمتشابه كما قال الله سبحانه: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ...} الآية [آل عمران: ٧].

  واعلم أن قول من يوجب عرض الآحادي على الكتاب هو الحق (لقوله ÷): «ألا وإنه سيكذب علي كما كذب على الأنبياء من قبلي (فما روي عني فاعرضوه على كتاب الله ...» الخبر) «فما وافقه فهو مني وأنا قلته وما خالفه فليس مني ولم أقله» (وهذا الخبر) صحيح المعنى (تلقاه الأصوليون بالقبول واحتجوا به)⁣(⁣١) فجرى مجرى المحكم من القرآن فيرد ما وقع فيه الاختلاف من الأخبار إليه.


(١) رواه الإمام الأعظم زيد بن علي # في الرسالة المدنية وغيرها، ورواه الإمام القاسم بن إبراهيم # في كتاب الرد على الروافض، وحفيده الإمام الهادي # في مجموعه، وابنه الإمام المرتضى محمد بن يحيى # في كتاب الفقه، والإمام أحمد بن سليمان # في حقائق المعرفة، والإمام أبو الفتح الديلمي # في البرهان وغيرهم، ومن غيرهم الطبراني في الكبير عن ثوبان بلفظ: «اعرضوا حديثي ..» إلخ، وعن ابن عمر بلفظ: «سئلت اليهود ...» إلخ، ورواه الدارقطني في سننه عن علي # ثم قال: والصواب عن عاصم عن زيد بن علي بن الحسين مرسلاً، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن علي # بلفظ: «ستكون عني رواة يروون الحديث ... إلخ»، ورواه ابن معين في تاريخ يحيى بن معين، ورواه البيهقي في معرفة السنن والآثار، وروى نحوه الروياني في مسنده عن عبدالله بن جعفر بلفظ: «فما وافق كتاب الله فهو من حديثي ... إلخ»، وروى نحوه السخاوي في المقاصد الحسنة عن ابن عمر مرفوعاً بلفظ: «فما وافق كتاب الله فأنا قلته ... إلخ»، ثم قال: وقد جمع طرقه البيهقي في كتاب المدخل، وروى نحوه في معجم ابن المقرئ عن علي # بلفظ: «فما وافق القرآن فخذوا به ... إلخ»، وروى نحوه عن أبي هريرة بلفظ: «إنها ستأتيكم عني أحاديث مختلفة فما أتاكم موافقاً لكتاب الله ... إلخ» الدارقطني في سننه والخطيب في الكفاية وفي الفقه والمتفقه وابن عدي في الكامل، ورواه الطبري في تفسيره عن زيد بن علي # مرفوعاً، ورواه الرازي في تفسيره وذكر شهرته.