شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 528 - الجزء 2

  أربعة رجال، فقال: وروى أبو الحسن علي بن محمد بن سيف المدائني في كتاب الأحداث قال كتب معاوية نسخة واحدة إلى عماله بعد عام الجماعة: أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته فقامت الخطباء في كل كورة وعلى كل منبر يلعنون عليا ويتبرأون منه.

  وَكتب معاوية إلى عماله: أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وكتب إليهم أن انظروا مَنْ قِبَلَكم من شيعة عثمان ومحبيه وأهل ولايته الذين يروون فضائله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا إلي بكل ما يروي كل رجل منهم واسمه واسم أبيه وعشيرته. ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان وَمناقبه.

  ثم كتب إلى عماله: أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر وفي كل وجهة وناحية فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وأتوني بمناقض له في الصحابة فإن هذا أحب إلي وأقر لعيني وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته وأشد عليهم من مناقب عثمان، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها وجدّ الناس في رواية ما يجري هذا المجرى حتى أشادوا بذكر ذلك، وألقي إلى معلمي الكتاتيب فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع وحتى علموه نساءهم وحشمهم.

  ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة، وكان أعظم الناس في ذلك بلية القراء المراءون والمتصنعون الذين يظهرون الخشوع والنسك فيفتعلون الأحاديث ليحظوا بذلك عند ولاتهم ... إلى آخر الكلام وهو طويل. فمن أحب الوقوف عليه طالع الكتاب المذكور.

  (فرع) يتفرع على معرفة السنة وأحكامها في الشرع (و) هو أنه (لا يجوز