شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(باب: والشريعة)

صفحة 527 - الجزء 2

  قال أبو معاوية: فما زلت أسكنه وأقول: يا أمير المؤمنين كانت منه بادرة حتى سكن.

  قلت: وحديث محاجة آدم وموسى هو ما ذكره في الجامع عن البخاري ومسلم والموطأ وأبي داود والترمذي عن أبي هريرة قال: قال ÷: حاجَّ آدم موسى فقال: أنت الذي أخرجت الناس من الجنة بذنبك وأشقيتهم، فقال آدم لموسى: أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه أتلومني على أمر كتبه الله علي قبل أن يخلقني.

  قال أبو داود: وروى عمر بن الخطاب قال: قال ÷: قال موسى: يا رب أرنا آدم الذي أخرجنا ونفسه من الجنة، فأراه الله آدم فقال: أنت أبونا آدم؟ فقال: نعم، قال: أنت الذي نفخ الله فيك من روحه وعلمك الأسماء كلها وأمر الملائكة فسجدوا لك؟ قال نعم.

  قال: فما حملك أن أخرجتنا ونفسك من الجنة؟

  قال آدم: ومن أنت؟ قال: أنا موسى.

  قال: أنت الذي اصطفاك الله برسالاته أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك الله من وراء الحجاب ولم يجعل بينك وبينه رسولاً من خلقه؟

  قال: نعم، قال: فما وجدت أن ذلك في كتاب الله قبل أن خلق؟ قال: بلى، قال: أفتلومني في شيء سبق من الله فيه القضاء قبلي؟

  قال ÷ عند ذلك: فحج آدم موسى، فحج آدم موسى. انتهى.

  وإنما أراد السيوطي أن ينتصر بهذا الحديث لمذهبه في الجبر والقضاء والقدر مع ما في هذا الحديث من أمارات الوضع، ومع أن الذي رواه المنصور بالله عبدالله بن حمزة # في الشافي أن خلفاء بني العباس عدليون إلا القليل منهم كالمتوكل، وخلفاء بني أمية كلهم جبرية إلا الناقص والأشج يدل على ذلك.

  وكما رواه ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة عند قوله: وإنما أتاك بالحديث