شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[حقيقة الإمامة لغة وشرعا]

صفحة 13 - الجزء 3

  من قرب. ذكر هذا في الصحاح.

  وقال الإمام المهدي # في الغايات: الإمامة في اللغة هي أهلية الشخص للاقتداء به في خير أو شر، والإمام هو المقتدَى به في خير أو شر قال تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ}⁣[القصص: ١٤]، وقال تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}⁣[البقرة: ١٢٤]، وقال ø: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا}⁣[السجدة: ٢٤]، وقال تعالى: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}⁣[الإسراء: ٧١]، انتهى.

  (و) حقيقة الإمامة (شرعاً): أي في عرف الشرع: (رياسة عامة) أي على جميع الناس تثبت (باستحقاق) لها (شرعي) أي بدليل من الشرع أي باختيار من الشارع (لرجل) واحد (لا يكون فوق يده يد مخلوق).

  قوله: «عامة» خرجت الخاصة كرئاسة أمراء السرايا والولاة وغيرهم.

  وقوله: «باستحقاق شرعي» أي بدليل من الشارع على صاحبها واختيار منه له لها وخرجت الرئاسة التي تكون بالقهر والغلبة والاختيار من القبيلة.

  وقوله: «لرجل» خرج بذلك المرأة فإنه لا رئاسة لها.

  وقلنا في الشرح: «واحد» احترازاً من النبوة فإنها قد تثبت لاثنين وأكثر.

  والفارق بينهما: الإجماع.

  قيل: ووجهه أن كثرة الأئمة يحصل بسببها التشاجر والمنازعة بخلاف النبوة فلا يحصل فيها شيء من ذلك للعصمة.

  قلت: ولأن النبي يتبع الوحي من الله سبحانه فلا يتهيأ الشجار فيما كان من الله سبحانه وتعالى.

  ولعل الإمام # إنما ترك هذا القيد لدخوله في ضمن رجل، أو لأنه إذا وجدت المصلحة في قيام الإمامين كفي الديار المتباعدة جاز ذلك كما سنذكره إن شاء الله تعالى في آخر الكلام في الإمامة والله أعلم.