[حقيقة الإمامة لغة وشرعا]
  إلى قوله #: فإن رجع إلى مذهب أمة نبينا ÷ فقال: وما أنكرت أن تكون الإمامة في أهل بيته وفي غيرهم إذ ليس معكم من الروايات شيء إلا ومعنا أكثر منها.
  قيل له ولا قوة إلا بالله: الحق يعرف من ثلاثة أوجه وهي: محكم الكتاب والسنة وحجج الألباب.
  فأما أصل الإمامة في حجج العقول فإن الحكيم لو جعلها في جميع الناس لوقعوا في أعظم الالتباس لكثرة دعاوي الفاسقين واغتيال الظلمة الفاسقين فمن هاهنا وجب أن تكون الإمامة في أهل بيت معروفين بالفضل والشرف مخصوصين ... إلى آخر كلامه #.
[حقيقة الإمامة لغة وشرعاً]
  قال #: (هي) أي الإمامة (لغة) أي في لغة العرب: (التقدم)، يقال: أَمَّ القوم فلانٌ أي تقدمهم على وجه يقتدون به، والإمام الذي يُقْتَدى به.
  قال في الكشاف: وهو اسم لمن يُؤتم به كالإزار اسم لما يؤتزر به أي يأتمون به في أمر دينهم.
  والإمام أيضاً الصقع(١) من الأرض والطريق قال تعالى: {وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ٧٩}[الحجر].
  والإمام أيضاً خشبة البنَّاء يُسوِّي عليها البناء.
  والأَمَمُ بين القريب والبعيد، وعن ابن السكيت: والأَمَم الشيء اليسير يقال: ما سألت إلا أَمَماً، وقول زهير:
  كأن عيني وقد سال السليل بهم ... وجيرة ما هم لو أنهم أَمَمُ
  أي: أيّ جيرة كانوا لو أنهم بالقرب مني، ويقال: أخذت ذلك من أمم أي
(١) الصقع: الناحية. (المعجم الوسيط).