(فصل): [وجوب إعانة من يصلح للإمامة]
  حدثنا سفيان، قال: حدثنا علي بن بريمة(١) قال: سمعت أبا عبيدة يقول: قال رسول الله ÷: «لما وقع النقص في بني إسرائيل جعل أحدهم يرى أخاه على الذنب فلا ينهاه عنه، ولا يمنعه ذلك من أن يكون أكيله وشريبه وجليسه، فضرب الله تعالى قلوب بعضهم ببعض ونزل فيهم القرآن: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ}[المائدة: ٧٨]، ... إلى آخر أربع آيات {وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ ٨١}[المائدة].
  قال: فكان رسول الله ÷ متكئاً فاستوى جالساً ثم قال: «كلا والذي نفسي بيده حتى تأخذوا على يد الظالم فتأطُروه على الحق أطراً».
  قال الناصر للحق #: معنى تأطروه على الحق أي تعطفوه على الحق عطفاً.
  فهذه الأمة أكثرها بنو إسرائيل فقتلوا آل نبيهم وظلموهم وسبوا نساءهم وذبحوا أبناءهم وهتكوا حرمهم ومنعوا حقهم وسكت الباقون ولم يأطروهم أطراً ولا منعوهم بل أعانوهم وصاروا معهم يداً واحدة حتى ظهر الظلم في البلاد وانتشر في الآفاق والله المستعان وعليه التكلان.
  قالوا: أليس إذا مات الإمام خلي الزمان من الإمام إلى أن يخرج الآخر فقد خلا الزمان من الإمام وإذا جاز ذلك في وقت جاز في أوقات؟
  قال: والجواب والله الموفق: أنه إذا مات الإمام فلا بد من معرفة أفضل أهل الزمان، والمُهلَة في مقدار معرفة ذلك والتدبر للأصلح معفوٌ لا يضر؛ لأن
= وأتباع العترة النبوية ¤، وما نقل عنه من الكلام في أبي خالد غير مقبول لعدم الصحة له؛ إذْ لم يرو ذلك إلا الخصوم. عدّه من العصابة الزيدية الإمام المنصور بالله في الشافي، والحاكم في العيون، وغيره. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(١) المذكور في البساط في سند هذا الحديث علي بن بذيمة، وهو كما في الجداول الصغرى مختصر الطبقات الكبرى باختصار: علي بن بذيمة الجزري مولى جابر بن سمرة، توفي سنة ست وثلاثين ومائة، وعداده في ثقات محدثي الشيعة.