شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 125 - الجزء 1

  كالروافض زعموا أن الروح ينتقل في الهياكل فالمثاب يتلذذ والمعاقب إلى بهيمة يتألم وأنكروا البعث.

  وروى ابن هشام⁣(⁣١) في سيرته أن عمرو بن لحي خرج من مكة إلى الشام في بعض أموره فلما قدم ماأب⁣(⁣٢) من أرض البلقاء وبها يومئذ العماليق وهم ولد عملاق ويقال عمليق بن لاوذ بن سام بن نوح # رآهم يعبدون الأصنام فقال لهم: ما هذه الأصنام التي أراكم تعبدون؟ قالوا له: هذه أصنام نعبدها فنستمطرها فتمطرنا، ونستنصرها فتنصرنا، فقال لهم: أفلا تعطونني صنماً فأسير به إلى أرض العرب فيعبدونه فأعطوه صنماً يقال له هُبَل، فقدم مكة به فنصبه وأمر الناس بعبادته وتعظيمه.

  قال ابن هشام: قال ابن إسحاق⁣(⁣٣): ويزعمون أن أول ما كانت عبادة الحجارة في بني إسماعيل أنه كان لا يظعن من مكة ظاعن حين ضاقت عليهم والتمسوا الفسح في البلاد إلا حمل معه حجراً من حجارة الحرم تعظيماً للحرم فحيثما نزلوا وضعوه وطافوا به كطوافهم بالكعبة حتى أدى ذلك إلى أن كانوا يعبدون ما استحسنوا من الحجارة وأعجبهم.

  وقال الشهرستاني⁣(⁣٤) في الملل والنحل: كان دين إبراهيم قائماً والتوحيد في


(١) عبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، أبو محمد، جمال الدين: مؤرخ، كان عالما بالأنساب واللغة وأخبار العرب. ولد ونشأ في البصرة، وتوفي بمصر ٢١٣ هـ. أشهر كتبه: السيرة النبوية - ط، المعروف بسيرة ابن هشام. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٢) مآب: كما يسميها العرب ويسميها الأقدمون (مؤاب)، في وادي الأردن بالبلقاء. (الأعلام).

(٣) محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني: من أقدم مؤرخي العرب. من أهل المدينة. له (السيرة النبوية - ط) هذبها ابن هشام. سكن بغداد فمات فيها ١٥١ هـ ودفن بمقبرة الخيزران. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٤) محمد بن عبد الكريم بن أحمد، أبو الفتح الشهرستاني: من فلاسفة الإسلام. ولد في شهرستان ٤٧٩ هـ (بين نيسابور وخوارزم) وانتقل إلى بغداد سنة ٥١٠ هـ فأقام ثلاث سنين، وعاد إلى بلده. وتوفي بها ٥٤٨ هـ. من كتبه (الملل والنحل - ط) ثلاثة أجزاء. (الأعلام للزركلي باختصار).