شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في ذكر العقل)

صفحة 124 - الجزء 1

  وبعض قضاعة، ومنهم من تمجس كبعض بني تميم، ومنهم من تزندق كأكثر قريش، ومنهم من تحنف⁣(⁣١) كعبدالمطلب⁣(⁣٢) وزيد⁣(⁣٣) بن عمرو بن نفيل وقس⁣(⁣٤) بن ساعدة وعامر بن ظرب وغيرهم وعامة العرب ثلاث فرق، فرقة تقر بالله والبعث وتنكر الرسل وتعبد الأصنام لتقربهم إلى الله، وفرقة تنكر البعث، وفرقة أنكرت الخالق والبعث وأهل التناسخ بعض الكفار وبعض من ينتحل الإسلام


(١) تحنّف: تحرى الدين الحنيف. تمت (شمس العلوم).

(٢) عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، أبو الحارث: زعيم قريش في الجاهلية، وأحد سادات العرب ومقدميهم. مولده في المدينة ومنشأه بمكة. كان عاقلا، ذا أناة ونجدة، فصيح اللسان، حاضر القلب، أحبه قومه ورفعوا من شأنه، فكانت له السقاية والرفادة. قال «سيديو» في خلاصة تاريخ العرب: مارس الحكومة العظمى بمكة من سنة ٥٢٠ إلى سنة ٥٧٩ م، خلص وطنه من غارة الحبشة. وهو جد رسول الله صلى الله عليه [وآله] وسلم قيل: اسمه شيبة و «عبدالمطلب» لقب غلب عليه. وقيل: هو أول من خضب بالسواد من العرب. وكان أبيض مديد القامة. مات بمكة عن نحو ثمانين عاماً أو أكثر. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٣) زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى، القرشي العدوي: نصير المرأة في الجاهلية، وأحد الحكماء. وهو ابن عم عمر بن الخطاب. لم يدرك الإسلام، وكان يكره عبادة الاوثان ولا يأكل مما ذبح عليها. ورحل إلى الشام باحثا عن عبادات أهلها، فلم تستمله اليهودية ولا النصرانية، فعاد إلى مكة يعبد الله على دين إبراهيم. وجاهر بعداء الأوثان، فتألب عليه جمع من قريش، فأخرجوه من مكة، فانصرف إلى (حراء) فسلط عليه عمه الخطاب شباناً لا يدعونه يدخل مكة، فكان لا يدخلها إلا سرا. وكان عدواً لوأد البنات، لا يعلم ببنت يراد وأدها [دفنها في الحياة] إلا قصد أباها وكفاه مؤنتها، فيربيها حتى إذا ترعرعت عرضها على أبيها فإن لم يأخذها بحث لها عن كفؤ فزوجها به. رآه النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم قبل النبوة، وسئل عنه بعدها فقال: يبعث يوم القيامة أمة وحده. توفي قبل مبعث النبي صلى الله عليه [وآله] وسلم بخمس سنين. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٤) قس بن ساعدة بن عمرو بن عدي بن مالك، من بني إياد: أحد حكماء العرب، ومن كبار خطبائهم، في الجاهلية. كان أسقف نجران، ويقال: إنه أول عربي خطب متوكئاً على سيف أو عصا، وأول من قال في كلامه «أما بعد». وكان يفد على قيصر الروم، زائرا، فيكرمه ويعظمه. وهو معدود في المعمرين، طالت حياته وأدركه النبي ÷ قبل النبوة. (الأعلام للزركلي باختصار).