(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  الله ÷ تزوج زينب(١) ابنت جحش بعد ما طلقها زيد فأولم رسول الله فكانت وليمته الحيس وكان يدعو كل عشرة على قصعة ثم كانوا إذا فرغوا استأنسوا لحديثه وأحبوا النظر إلى وجهه وكان رسول الله يحب أن يخففوا عنه ويخلو مع أهله وكان حديث عهد بالعرس وأراد أن يؤدب المؤمنين فلما علم الله ذلك من نبيه أنزل قرآناً في ذلك أدباً للمؤمنين فذلك قوله ø: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ}[الأحزاب: ٥٣].
  قال ابن عباس: فلما نزلت هذه الآية كانوا إذا أكلوا قالوا: الحمد لله المطعم المنعم ثم مضوا ولم ينتظروا الخِرَق ليمسحوا بها ايديهم فمكث النبي ÷ بعد ذلك أسبوعاً ثم تحول بعد ذلك إلى بيت أم سلمة ابنة أبي أُمية وكانت مع رسول الله ليلتها ويومها حتى تعالى النهار وإن علياً أتى الباب فدقه دقاً خفيفاً فعرفه
(١) زينب بنت جحش الأسدية، أم المؤمنين. قلت: زوجها الله سبحانه رسوله ÷ سنة ثلاث، وقيل: سنة خمس، وهي في خمس وثلاثين، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، وفي خبر تزويجها: فبينا رسول الله ÷ يتحدث عند عائشة، إذْ أخذته غشية فسرّي عنه، وهو يتبسم، ويقول: «من يذهب إلى زينب يبشرها، وتلا: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ} ... الآية» [الأحزاب: ٣٧]. قالت عائشة: فأخذني ما قرب وما بعد؛ لما بلغنا من جمالها؛ وأخرى، هي أعظم وأشرف ما صنع لها، زوجها الله من السماء. وروي عن أم سلمة أنها قالت فيها: وكانت صالحة صوامة قوامة، صناعاً، تصدق بذلك كله على المساكين. انتهى. توفيت سنة عشرين، قال ÷ لنسائه: «أسرعكنّ لحوقاً بي أطولكنّ يداً»، قالت عائشة: فكن يتطاولن أيتهنّ أطول يداً، فكانت زينب؛ لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق، وكان عطاؤها اثني عشر ألفاً، لم تأخذه إلا عاماً، وجعلت تقول: اللهم لا تدركني هذا المال فإنه فتنة؛ ثم قسمته في أهل رحمها، وأهل الحاجة - رضوان الله عليها. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).