شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 126 - الجزء 3

  ويتعلم منه قال له موسى: {هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ٦٦}⁣[الكهف]، قال له العالم: {إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ٦٧ وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ٦٨} قال له موسى: {سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا ٦٩} قال العالم: إن علمي لا يطاق ولا يصبر عليه {فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا ٧٠}⁣[الكهف] فأعطاه موسى ذلك.

  فلما ركبا في السفينة خرقها العالم وكان خرقه إياها لله رضا وصلاحاً لأهلها فلما رأى موسى أن ذلك عنده فساد لم يصبر أن قال: {أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا ٧١} قال له العالم: {أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ٧٢} قال له موسى وهو يعتذر إليه: {لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا ٧٣} فكف عنه العالم ورفق به.

  {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ} العالم وكان قتله لله رضاً ولأبويه صلاحاً وسخطاً لموسى قال له موسى ولم يصبر: {أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا ٧٤ قَالَ} له العالم {أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا ٧٥} قال له موسى: {إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا ٧٦}.

  {فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} فأقامه العالم، وكان إقامته لله رضاً وللغلامين صلاحاً وسخطاً لموسى، قال له موسى: {لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا ٧٧} وكان العالم أعلم بما أتى.

  فكيف أنت يا أخا أهل الشام أعْلِم أهل الشام أن علياً لم يقتل إلا من كان قتله لله رضاً ولأهل الجحود سخطاً والذي نفسي بيده لا أحابي علياً في ديني وأمانتي ولا القرابة من رسول الله ولا أقول في ذلك إلا حقاً أخبرك أن رسول