شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 195 - الجزء 3

  ورووا أنه قتلته الجن لأنه بال في جحر قائماً وقالوا: سمع هاتفٌ يقول:

  قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ... رميناه بسهم فلم نخطي فؤاده

  وقالت الأنصار في ذلك، وروي أنه لابنه سعد:

  يقولون سعداً شقت الجن بطنه ... ألا ربما حققت قولك بالعذر

  وما ذنب سعد أنه بال قائماً ... ولكن سعداً لم يبايع أبا بكر

  لئن سلمت عن فتنة المال أنفس ... لما سلمت من فتنة النهي والأمر

  وللأنصار في يوم السقيفة أشعار كثيرة يلوم فيها بعضهم بعضاً على خذلانهم سعد بن عبادة، فمن ذلك قول خباب بن المنذر:

  سعى ابن الحصين في الفساد لحاجة ... وأسرع منه في الفساد بشير

  يظنون أنا قد أتينا عظيمة ... وخطبهما فيما نراه صعير⁣(⁣١)

  وما صُعِّرا إلا لما كان منهما ... وحظهما لولا الفساد كبير

  ولكنه من لا يراقب قومه ... قليل ذليل فاعلمن حقير

  فيا ابن الحصين وابن سعد كلاكما ... بتلك التي تعيي الرجال خبير

  ألم تعلما لله در أبيكما ... وما الناس إلا أكمه وبصير

  بأنا إذا ما صار منا كتائب ... أسود لها في الغابتين زئير

  نصرنا وآوينا النبي فما له ... سوانا من اهل الملتين نصير

  فديناه بالأبناء بعد بناتنا ... وأموالنا والمشركون حضور

  وكنا له في كل أمر يريبه ... سهاماً حداداً ضمهن حفير


(١) أي مائل. قال في مختار الصحاح: الصَّعَر بفتحتين الميل في الخد خاصة وقد صعر خده تصعيراً أي أماله من الكبر ومنه قوله تعالى: «ولا تصعر خدك للناس».