(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  سقى الله سعداً يوم ذاك ولا سقى ... هراجلة(١) هابت صدور البواتر
  وقال آخر منهم أيضاً:
  ما لي أقاتل عن قوم إذا قدروا ... عدنا عدواً وكنا قبل أنصارا
  ويل امها أمة لو أن قائدها ... يتلو الكتاب ويخشى النار والعارا
  أمَّا قريش فلم يسمع بمثلهم ... غدراً وأقبح في الإسلام آثارا
  ضلوا سوى عصبة حاطوا نبيهم ... بالعرف عرفاً وبالإنكار إنكارا
  وقال آخر منهم أيضاً:
  دعاها إلى حرماننا وجفائنا ... تذكر قتلى في القليب تكبكبوا
  فإن يغضب الأبناء من قتل من مضى ... فوالله ما جئنا قبيحاً فيغضبوا
  وقال أبو سفيان بن حرب:
  بني هاشم لا يطمع الناس فيكم ... ولا سيما تيم بن مرة أو عدي
  وما الأمر إلا فيكمُ وإليكمُ ... وليس لها إلا أبو حسن علي
  أبا حسن فاشدد بها كف حازمٍ ... فإنك للأمر الذي يرتجى ملي
  قال الديلمي في كتابه قواعد عقائد أهل البيت $: توفي رسول الله ÷ وأبو سفيان غائب في مسعاة أخرجه فيها رسول الله ÷ فلما انصرف رأى رجلاً في طريقه مقبلاً من المدينة فأخبره بموت رسول الله ÷ فقال له: من قام مقام النبي ÷؟ قال: أبو بكر، قال: فما فعل علي والعباس؟ قال: جلسا في بيت فاطمة.
(١) هرجل فلان هرجلة وهرجالاً: اختلط مشيه، وفي أعماله لم يسلك فيها مسلك النظام. الهرجل: البعيد الخطو (ج) هراجل. (المعجم الوسيط).