(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  قال: والله لأن بقيت لهما لأرفعن من أعقابهما، ثم قال: إني أرى غبرة لا يطفئها إلا الدم.
  فلما قدم المدينة جعل يطوف في أزقتها ويقول: بني هاشم ... الأبيات.
  قال: فلما سمعه عمر قال: هذا قدم ويريد شراً وقد كان رسول الله ÷ يتألفه على الإسلام، قال: فجعل له فائدة من الصدقة فرضي أبو سفيان. انتهى.
  وفي نهج البلاغة: لما قبض رسول الله ÷ وخاطب العباس وأبو سفيان علياً # في أن يبايعاه قال #: «أَيُّهَا النَّاسُ شُقُّوا أَمْوَاجَ الْفِتَنِ بِسُفُنِ النَّجَاةِ وَعَرِّجُوا عَنْ طَرِيقِ الْمُنَافَرَةِ وَضَعُوا تِيجَانَ الْمُفَاخَرَةِ أَفْلَحَ مَنْ نَهَضَ بِجَنَاحٍ أَوِ اسْتَسْلَمَ فَأَرَاحَ، مَاءٌ آجِنٌ وَلُقْمَةٌ يَغَصُّ بِهَا آكِلُهَا وَمُجْتَنِي الثَّمَرَةِ لِغَيْرِ وَقْتِ إِينَاعِهَا كَالزَّارِعِ بِغَيْرِ أَرْضِهِ.
  فَإِنْ أَقُلْ يَقُولُوا حَرَصَ عَلَى الْمُلْكِ وَإِنْ أَسْكُتْ يَقُولُوا جَزِعَ مِنَ الْمَوْتِ هَيْهَاتَ بَعْدَ اللَّتَيَّا وَالَّتِي وَاللَّهِ لَابْنُ أَبِي طَالِبٍ آنَسُ بِالْمَوْتِ مِنَ الطِّفْلِ بِثَدْيِ أُمِّهِ بَلِ انْدَمَجْتُ عَلَى مَكْنُونِ عِلْمٍ لَوْ بُحْتُ بِهِ لَاضْطَرَبْتُمْ اضْطِرَابَ الْأَرْشِيَةِ فِي الطَّوِيِّ الْبَعِيدَةِ.
  وفي رواية كتاب الكامل المنير عن أبي محمد بن الوليد عن ابن داب قال: خرج العباس بن عبدالمطلب على الناس قبل أن يدفن رسول الله ÷ فوقف عليهم قبل بيعة أبي بكر فقال: يا أبا بكر عندك عهد من رسول الله [÷] أو أمر؟ فقال: معاذ الله لا والله.
  فقال: وأنت يا ابن الخطاب؟ قال: لا والله.
  قال: فهل عند أحد منكم عهد من رسول الله #؟ قال الناس: لا.
  قال: فاشهدوا أيها الناس ثم دخل.
  قال: واجتمعت الأنصار إلى سقيفة بني ساعدة ودعت سعد بن عبادة واجتمع المهاجرون يقولون: لنا الأمر دونهم فخرج أبو بكر وعمر وأبو عبيدة