شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 220 - الجزء 3

  «قاتله وسالبه في النار»⁣(⁣١).

  قال: فكيف يجوز على مثل هؤلاء النفر خيار أصحاب رسول الله # مجتمع عليهم بالفضل لم يطعن عليهم أحد من الأمة بشيء من ثلاث وسبعين فرقة. انتهى.

  قلت: يريد فكيف يجوز على هؤلاء الخيار من أصحاب رسول الله # الذين لم يطعن عليهم أحد المجمع على فضائلهم وشرف منزلتهم عند الله سبحانه أن يتكلموا بما يطعن على من تقدم علياً # وغصبه حقه ويصدر منهم ما يصدر حتى أعقبهم ذلك إلى ما أعقب مما هو مذكور في غير هذا الموضع لولا أن ذلك جائز لهم بل واجب عليهم حسب الإمكان لما عرضوا أنفسهم للهلاك.

  ويحتمل أن يريد فكيف يجوز على مثل هؤلاء النفر أن يُنسَبوا إلى الخطأ والعصيان وقد فعلوا ما أوجب الله عليهم من تبيين الحق والدعاء إلى أمير المؤمنين # على قدر طاقتهم حتى أدى ذلك إلى ما أدى والله أعلم.

  وروى الفقيه العالم أحمد بن موسى الطبري ¦ في كتاب المنير قال: قال


= الترمذي في سننه عن أبي هريرة، ثم قال: وفي الباب عن أم سلمة وعبدالله بن عمر وأبي اليسر وحذيفة، وهذا حديث حسن صحيح. انتهى. ورواه النسائي في سننه بطرق عديدة. ورواه الحاكم في المستدرك عن حذيفة وصححه وعن أبي سعيد وصححه هو والذهبي على شرط البخاري، وعن خزيمة بن ثابت، ورواه عن عمرو بن حزم وعمرو بن العاص وصححه هو والذهبي على شرط الشيخين، ورواه الطبراني في الكبير عن أبي رافع، وعن زيد بن أبي أوفى، وعن أبي أيوب، وعن ابن أبي السير، وزياد بن الفرد، وعن عمرو بن العاص وابنه عبدالله، ومعاوية بن أبي سفيان، وغيرهم، ورواه ابن أبي عاصم، وأبو يعلى في مسنده، والبزار في زوائد المسند، وغيرهم كثير، بطرق متعددة في أكثر هذه المراجع.

(١) ورواه أبو العباس الحسني (ع) في المصابيح ورواه من المخالفين أحمد بن حنبل في مسنده والطبراني في الكبير والأوسط وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني وأبو طاهر المخلص في المخلصيات وابن سعد في الطبقات، ورواه الحاكم في المستدرك ثم قال: فإن كان محفوظا فإنه صحيح على شرط الشيخين، وقال الذهبي: على شرط البخاري ومسلم، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه أحمد والطبراني بنحوه ورجال أحمد ثقات، وقال في رواية اخرى: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن أنس وعن عمرو بن العاص وابنه عبدالله، ورواه الخطيب في تاريخ بغداد عن أنس.