شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 219 - الجزء 3

  عند علي بن أبي طالب علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب وهو على سنة هارون بن عمران حين قال له رسول الله ÷: «أنت خليفتي ووصيي في أهلي وأنت مني كهارون من موسى» أما والله لو وليتموها علياً لأكلتم من فوقكم ومن تحت أرجلكم، فأبشروا بالبلاء واقنطوا من الرجاء فقد نابذتكم على سواء وانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء.

  أما والله لو أني أعلم أن أدفع ضيماً أو أعز ديناً لله لوضعت سيفي على عاتقي ثم ضربت به قُدُماً. مع كلام له كثير في خطبته.

  وأما أبو ذر فلم يزل يدعو إلى بيعة علي قبل بيعة أبي بكر وبعدها ويذكر فضائل علي وأفاعيل القوم فيذمها حتى أعقبه ذلك أنه نفي إلى الربذة على صعبة من الإبل بغير وطاء حتى قرحت أليتاه فمات فيها |.

  وكان من قوله ما رواه المخالفون لنا ولكم أنه قال وهو آخذ بحلقة باب الكعبة: «أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري سمعت رسول الله ÷ وهو يقول: «أيها الناس لو صمتم حتى تكونوا كالأوتار وصليتم حتى تكونوا كالحنايا ولقيتم الله بغير ولاية علي بن أبي طالب لكبكم الله في نار جهنم»⁣(⁣١).

  وأما عمار بن ياسر | فلم يزل يدعو إلى بيعة علي بن أبي طالب حتى أدى ذلك إلى أنهم ضربوه ولم يزل معه في حروبه حتى قتل في عسكره داعياً إلى نصرته مع قول رسول الله #: «عمار يدور مع الحق حيثما دار» و «ما لهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار»⁣(⁣٢).


(١) رواه الإمام القسم بن إبراهيم (ع) في الكامل المنير.

(٢) رواه بهذا اللفظ في الكامل المنير، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه، وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة، والسيوطي في جامع الأحاديث، وروى البخاري في صحيحه قريباً منه بلفظ: «ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار» عن أبي سعيد، ورواه بهذا اللفظ ابن حبان في صحيحه، وأحمد بن حنبل في مسنده، والبيهقي في دلائل النبوة، وابن عساكر في تاريخ دمشق، ورواه مسلم في صحيحه بلفظ: «تقتلك الفئة الباغية» عن أم سلمة، ورواه =