(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  تبرج الجاهلية الأولى وضرب رسول الله عليه وآله السلام عليها حجاباً فخرجت على علي تقاتله وخرج معها من الخلق ما لا يحصيه إلا الله ø من قريش وغير قريش ممن وَتَرَه أمير المؤمنين # وممن لم يتره فضربوا وجهه بالسيف وقتلوا أصحابه ومنعوا الميرة بأمر هذه وهي امرأة.
  فكيف لو رام أمير المؤمنين ذلك من أبيها أبي بكر كيف ظن الخوارج كانوا صانعين بعلي على تلك الإحن والضغائن التي كانت في صدورهم.
  قلت: وكذلك قصة الخوارج وهم كانوا من أصحاب علي # فإنهم استكرهوه على الكف عن أصحاب معاوية وقد أشفى على هلاكه حتى قالوا له: إما أمرت الأشتر بالرجوع وإلا فعلنا فيك كما فعلنا في عثمان، وهو # يناديهم فيقول: «إنما أظهر معاوية كلمة حق يراد بها باطل» فاستكرهوه وقهروه وأهل بيته ومتابعيه في تلك الحال وقد صار معه عدد مقاتلون من خلص أصحابه، فكيف به حين لم يكن معه أحد؟!
  عاد الكلام إلى تمام ما ذكره في الكامل المنير:
  قال: فإن قالوا: لم يكن بينهم إحن ولا ضغائن.
  فقل للخوارج ولمن قال بمقالتهم: فأين الرواية المشهورة التي نقلها أهل العلم أن النبي ÷ مرَّ ومعه علي بن أبي طالب بحديقة من نخل ومعه غيره فقال علي: يا رسول الله ما أحسن هذه الحديقة، فقال: «يا أبا الحسن حديقتك في الجنة أحسن منها»، ثم مر بأخرى فقال: يا رسول الله ما أحسن هذه الحديقة، فقال: «يا أبا الحسن حديقتك في الجنة أحسن منها»(١) ثم مر بأخرى فقال له
(١) رواه الإمام القاسم بن إبراهيم (ع) في الكامل المنير وأبو العباس الحسني (ع) في المصابيح وعلي بن الحسين الزيدي في المحيط رواية عن الناصر الاطروش (ع) ومحمد بن سليمان الكوفي في المناقب عن أبي رافع وعن أنس وابن أبي الحديد في شرح النهج ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق وابن أبي شيبة في مصنفه والطبراني في الكبير وابن عدي في الكامل ورواه أبو يعلى في =