(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  بعد النبي ÷ بلا فصل، وثبتت لنا كراهته # لاغتصاب حقه من الإمامة وغيرها، وتجرمه وشكواه منهم في كل وقت، ولو صح ما ادعيتموه لكان غير قادح فلعله # علم في الصلاة إن صحت ما لا نعلم كما أشار إليه # في كلامه السابق الذي حكاه عنه الفقيه أحمد بن موسى الطبري ¦.
  وقد قال في كتاب الكامل المنير: وزعمت الخوارج ومن قال بمقالتهم أن علياً كان أشجع من أبي بكر وعمر وأعز عشيرة فما منعه أن يجاهدهم كما جاهد طلحة والزبير ومعاوية؟
  فقل للخوارج: إن القوم اضطروا إلى أمير المؤمنين بعد عثمان إذ لم يجدوا غيره وهم الذين طلبوه ولم يطلبهم فلما بايعوه ونكثوا عليه لم يسعه إلا جهاد من عصاه بمن أطاعه ولم يكن أحد أطاعه يوم بيعة أبي بكر فبمن يجاهد العاصي إذ لم يجد مطيعاً.
  فإن قالوا: يجاهدهم بنفسه حتى يكون له ذلك عذراً.
  فقل لهم: ما بال رسول الله ÷ لم يجاهد المشركين بنفسه حتى يكون ذلك له عذراً، ولم هرب إلى الغار وقد كان أشجع من علي قلباً وأقوى بدناً؟
  فإن قالوا: لأن الله أمره بذلك حتى يجد من ينصره ويؤويه.
  فقل لهم: فكذلك أمير المؤمنين أمره رسول الله ألا يجاهد بنفسه حتى يجد من ينصره ويؤويه.
  فإن قالوا: لو قام ودعا إلى نفسه لما عدل الناس به أبا بكر لأنه إنما كان في بيت مَنَعة وعز في بني هاشم وأبو بكر في بيت قلة وذلة في بني تيم.
  فقل لهم: قد احتججنا عليكم بالحجج القاطعة والبراهين النيرة بدعاء النبي عليه وآله السلام في حياته ولسنا نقايسكم بهاشم وعزها ولا بتيم وذلها ولكن انظروا في الإحن والضغائن التي كانت في صدور القوم على علي بن أبي طالب أن امرأة أمرها رسول الله عليه وآله السلام بلزوم بيتها وأن تقر فيه ولا تبرج