[جواب علي # على من قال له: لم لم تحارب الثلاثة]
  وبلوط صلى الله عليه إذ يقول: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ ٨٠}[هود]، فإن قلتم: كان له قوة أو يأوي إلى ركن شديد كفرتم، وإن قلتم غير ذلك فالوصي أعذر.
  وبموسى صلى الله عليه إذ يقول: {فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ}[الشعراء: ٢١]، فإن قلتم: إنهم لم يخيفوه كفرتم وإن قلتم غير ذلك فالوصي أعذر.
  وبهارون صلى الله عليه إذ يقول: {إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي}[الأعراف: ١٥٠]، فإن قلتم إنهم لم يستضعفوه كفرتم، وإن قلتم غير ذلك فالوصي أعذر.
  وبمحمد ÷ إذ فر من فراعنة قريش إلى الغار فإن قلتم إنه فر إلى الغار من غير عذر كفرتم، وإن قلتم غير ذلك فالوصي أعذر.
  فقالوا: صدقت يا أمير المؤمنين.
  قلت: وقول علي # في نهج البلاغة حين بويع عثمان: «لَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي أَحَقُّ بِهَا مِنْ غَيْرِي واللَّهِ لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً الْتِمَاساً لِأَجْرِ ذَلِكَ وَفَضْلِهِ وَزُهْداً فِيمَا تَنَافَسْتُمُوهُ مِنْ زُخْرُفِهِ وَزِبْرِجِهِ» يدل على أنه ساغ له الكف عن القتال لما كان الحق له وحده ولم ينتقص شيء من قواعد الإسلام، والله أعلم.
  هذا، ولنقتصر على هذا القدر الذي ذكرناه في بطلان الإجماع الذي ادعته المعتزلة وغيرهم على إمامة أبي بكر وإذا بطلت إمامة أبي بكر بطلت إمامة عمر لأنه بزعمهم صار إماماً باستخلاف أبي بكر إياه وبطلت إمامة عثمان أيضاً لأن أصل إمامته أمر عمر للستة النفر أن يعقدوا لأحدهم ولكن لا بد من بيان كيفية الواقع في ذلك ليتضح الحق لذي عينين، فنقول: