[وصية أبي بكر إلى عمر وعمر إلى الستة وما كان منهم في الخلافة]
[وصية أبي بكر إلى عمر وعمر إلى الستة وما كان منهم في الخلافة]
  ثم كانت خلافة عمر بوصاية أبي بكر إليه كما قال علي #: «احلب حلباً لك شطره» وذلك أنه لما احتضر أبو بكر قال للكاتب(١): اكتب هذا ما عهد عبدالله بن عثمان آخر عهده بالدنيا وأول عهده بالآخرة في الساعة التي يبر فيها الفاجر ويسلم فيها الكافر إلى - ثم أغمي عليه فكتب الكاتب - عمر بن الخطاب ثم أفاق أبو بكر فقال: اقرأ ما كتبت فقرأ وذكر اسم عمر فقال: أنى لك هذا؟ قال: ما كنت لتعدوه، فقال: أصبت.
  ثم قال: أتمم كتابك فلما فرغ الكتاب دخل عليه قوم من الصحابة منهم طلحة وغيره فقال له: ما أنت قائل لربك غداً وقد وليت علينا فظاً غليظاً تفرق منه النفوس وتنفض عنه القلوب فقال أبو بكر أسندوني أسندوني فأسندوه، فقال لطلحة: أبالله تخوفني؟ إذا قال لي ذلك غداً قلت له: وليت عليهم خير أهلك.
  فقام بالأمر عمر وكانت قد استقرت الخلافة وتوطدت ورضي أهل الدنيا بما أعطوا من الأموال وأيس أهل الحق برجوع المبطلين إلى الحق فلهذا قلَّت المنازعة والمشاجرة.
  ولما حضرت عمر الوفاة جعل الأمر بعده شورى بين ستة نفر يقوم به أحدهم وهم عثمان وعبدالرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وعلي # وجعل الرقيب عليهم ابنه عبدالله بن عمر، ولا حظّ له في الشورى، وأمر صهيباً الرومي العبد أن يصلي بالناس حتى يجتمع الستة النفر على رجل منهم يولونه أمر المسلمين وأمر أن يكون الستة النفر في بيت يتشاورون فيه ثلاثة
(١) هنا سؤال وهو: لماذا لم يمنع عمر أبا بكر من الكتاب ولم يقل: دعوه فإنه يهجر، كما قال ذلك لرسول الله ÷، وحال بين رسول الله ÷ وبين أن يكتب كتابا لأمته لئلا يختلفوا بعده؟!