شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[وصية أبي بكر إلى عمر وعمر إلى الستة وما كان منهم في الخلافة]

صفحة 234 - الجزء 3

  أيام لا يدخل إليهم أحد.

  قال: فإن مضت ثلاثة أيام ولم يقيموا رجلاً منهم فاضربوا أعناقهم وصيرَّ على ضرب أعناقهم ابنه عبدالله بن عمر.

  وقال عمر أيضاً: إن اجتمع ثلاثة وثلاثة فالحق في الفرقة التي فيها عبدالرحمن بن عوف، وإن اتفق الأربعة وخالف اثنان فاضربوا أعناق الاثنين، وإن اتفق خمسة وخالف واحد فاضربوا عنقه.

  ولما مات عمر جمع أهل الشورى فقال عبدالرحمن لهم: صيّروا الأمر في يدي على أني أُخرج منها نفسي وأصير الخلافة إلى رجل منكم ترضون به جميعاً يعمل فيها بكتاب الله وسنة رسوله.

  فصيروا الأمر إليه على هذه الشريطة فخلا عبدالرحمن بعثمان فقال له: أصيرها إليك على أن تعمل فيها بكتاب الله وسنة نبيه وتسير فيها بسيرة أبي بكر وعمر وتجعل لي مصر طعمة ما بقيت فأجابه إلى ذلك.

  ثم خلا بسعد فقال له: أصيرها إليك على أن تحكم فيها بكتاب الله وسنة نبيه وتسير فيها بسيرة أبي بكر وعمر وتجعل لي مصر طعمة ما بقيت، فأجابه إلى ذلك.

  ثم خلا بطلحة بن عبيدالله فقال له مثل مقالته لصاحبه فأجابه إلى ذلك.

  ثم خلا بالزبير بن العوام فقال له مثل مقالته لأصحابه فأجابه إلى ذلك.

  ثم خلا بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ~ فقال: أصيرها إليك على أن تحكم فيها بكتاب الله وسنة نبيه وتسير فيها بسيرة أبي بكر وعمر وتجعل لي مصر طعمة ما بقيت.

  فقال أمير المؤمنين #: «أحكم فيها بكتاب الله وسنة نبيه وأنظر في شرطك في مصر فإن كان يصير إلى كل رجل من المسلمين مثل مصر صيرت لك مصر وإلا فليس لك عندي إلا ما لأقصى رجل من المسلمين وأدناهم».