(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام
  جَعَلَهَا فِي جَمَاعَةٍ زَعَمَ أَنِّي أَحَدُهُمْ فَيَا لَلَّهِ وَلِلشُّورَى مَتَى اعْتَرَضَ الرَّيْبُ فِيَّ مَعَ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ حَتَّى صِرْتُ أُقْرَنُ إِلَى هَذِهِ النَّظَائِرِ».
  إلى قوله: «فَصَغَا رَجُلٌ مِنْهُمْ لِضِغْنِهِ وَمَالَ الْآخَرُ لِصِهْرِهِ مَعَ هَنٍ وَهَنٍ إِلَى أَنْ قَامَ ثَالِثُ الْقَوْمِ نَافِجاً حِضْنَيْهِ بَيْنَ نَثِيلِهِ وَمُعْتَلَفِهِ وَقَامَ مَعَهُ بَنُو أَبِيهِ يَخْضَمُونَ مَالَ اللَّهِ تعالى خِضْمَ الْإِبِلِ نِبْتَةَ الرَّبِيعِ إِلَى أَنِ انْتَكَثَ عَلَيْهِ فَتْلُهُ وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمَلُهُ وَكَبَتْ بِهِ بِطْنَتُهُ فَمَا رَاعَنِي إِلَّا وَالنَّاسُ كَعُرْفِ الضَّبُعِ يَنْثَالُونَ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ حَتَّى لَقَدْ وُطِئَ الْحَسَنَانِ وَشُقَّ عِطْفَايَ مُجْتَمِعِينَ حَوْلِي كَرَبِيضَةِ الْغَنَمِ فَلَمَّا نَهَضْتُ بِالْأَمْرِ نَكَثَتْ طَائِفَةٌ منهم وَمَرَقَتْ أُخْرَى وَفسق(١) آخَرُونَ وكَأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا اللَّهَ تعالى يَقُولُ تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلا فَساداً وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ بَلَى وَاللَّهِ لَقَدْ سَمِعُوهَا وَوَعَوْهَا وَلَكِنَّهُمْ حَلِيَتِ الدُّنْيَا فِي أَعْيُنِهِمْ وَرَاقَهُمْ زِبْرِجُهَا» إلى آخر كلامه #.
  قال ابن أبي الحديد في شرح قوله: «بين نثيله ومعتلفه» يريد أن همه الأكل والنثيل: الرجيع، والمعتلف: موضع العلف. قال: وهذا من ممض الذم وأشد من قول الحطيئة الذي قيل إنه أهجى بيت في العرب.
  دع المكارم لا ترحل لبغيتها ... واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي
  وقال السيد صارم الدين إبراهيم بن محمد في هامش هدايته في الرد على من زعم أن هذه الخطبة من كلام الرضي مصنف نهج البلاغة من كلام له طويل: ولقد قال محمد بن الجشار في الخطبة الشقشقية: والله إني لأعلم إنها من كلام علي # فقيل له: إنهم يقولون إنها من كلام الرضي، فقال: أنى للرضي وغيره هذا النفَس، ولقد وقفت على هذه الخطبة في كتب صنفت قبل أن يخلق الرضي بمائتي سنة. انتهى.
(١) هكذا في الأصل وفي النهج وقسط.