شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 269 - الجزء 3

  الأبيات المتقدم ذكرها والله أعلم.

  وكان سعد عظيم القدر في الأنصار وفي العرب وكان إذا جتمعت الأنصار قدمت سعداً وإذا افترقت قدمت الخزرج سعداً والأوس أوساً.

  إلى قوله #: ثم نهض أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح ومن نهض من أهل السقيفة محتزمين بالأزر معهم المخاصر لا يمرون بأحد ولا يلقونه إلا خطبوه وقالوا: بايع من غير أن يشاور أو يعلم خبراً، فأين الإجماع؟

  إلى قوله #: وأين الإجماع وقد طلع أبو بكر المنبر بعدما عقد له فوثب اثنا عشر رجلاً من خيار أصحاب رسول الله ÷ منهم عمار بن ياسر والمقداد بن الأسود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي وأبو الهيثم بن التيهان وسهل بن حنيف وأخواه الأنصاريان ومعهم غيرهم ممن اختلف في اسمه فقالوا لأبي بكر: الله الله في سلطان محمد لا تخرجه من بيته إلى بيوتكم، ولا تأخذ ما ليس لك ولا تقعد في غير موضعك، فإن أهل بيت النبوة أحق بهذا الأمر منك، ولم تأخذه من أيدي العرب الذين هم أشد عناءً في الإسلام إلا بقرباك إلى محمد وهم أقرب منك مع كلام كثير تكلم به كل رجل منهم يعنفونه فيه ويوبخونه فعند فراغهم من كلامهم أرسل نفسه من المنبر ولزم بيته يومه فلم يأمر ولم ينه فلما كان من الغد غدا إليه عمر وسعد وعبدالرحمن وطلحة وغيرهم من قريش كل رجل منهم في أهل بيته في السلاح الشاك وأخرجوه حتى أقعدوه على المنبر ثم جاءه كتاب من أسامة بن زيد يذكر فيه أني ومن معي من المهاجرين والأنصار وجميع المسلمين ما رضينا بك ولا وليناك أمرنا فاتق الله ربك إذا قرأت كتابي هذا واقدم إلى ديوانك الذي وضعك فيه النبي ÷ ولا تعصه وانظر أن تدفع الحق إلى أهله فإنهم أحق به منك، وقد علمت ما قال رسول الله ÷ في علي يوم الغدير وما طال العهد فتنسى فانظر أن تلحق بمركزك ولا تتخلف فتعصي الله ورسوله وتعصي من استخلفه رسول الله عليك وعلى صاحبك فإن رسول الله