شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل): في حكم الطريق إلى الإمام

صفحة 312 - الجزء 3

  وأن الله ø يغضب لغضبها.

  وقال ÷ وقد عادها في مرضها: «يا بنية أنت سيدة نساء العالمين» فقالت: يا أبه فأين مريم ابنة عمران؟ قال: «تلك سيدة نساء عالمها وأنت سيدة نساء العالمين».

  قال ابن أبي الحديد في شرحه: تواتر الخبر عن رسول الله ÷ أنه قال: «فاطمة سيدة نساء العالمين» إما هذا اللفظ بعينه أو لفظ يؤدي معناه.

  واتفق الناس كافة أن فاطمة & نازعت أبا بكر في شأن فدك وادعت أن رسول الله قد نحلها إياها ثم إنها طولبت بالبينة فأتت بعلي # وأم أيمن فشهدا بذلك فقال لها أبو بكر: إما مع الرجل رجل وإما مع الامرأة امرأة، فقيل إنها عدلت إلى الميراث فحاجها أبو بكر بما رواه وهو أنه قال: قال رسول الله ÷: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما خلفناه صدقة».

  وروى الفقيه حميد | في كتاب محاسن الأزهار أن البخاري روى بسنده عن عائشة أن فاطمة أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله ÷ مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر.

  إلى أن قال: فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منه شيئاً فوجِدت فاطمة على أبي بكر وهجرته ولم تكلمه حتى توفيت وقد عاشت بعد النبي ستة أشهر فلما ماتت دفنها الإمام علي ليلاً ولم يؤذن بها أبا بكر.

  وقال ابن أبي الحديد: نازعت فاطمة & أبا بكر في ثلاثة أشياء: الأول: الإرث، الثاني: النحلة في فدك، والثالث: في سهم ذوي القربى ومنعها أبو بكر ذلك جميعاً، وهي على هذا الترتيب.

  قال: وعند الخصوم أن الخبر مخصص لعموم الآية القطعي. انتهى.

  وفي البخاري بإسناده إلى عروة بن الزبير أن عائشة أم المؤمنين أخبرته أَنَّ فَاطِمَةَ [&] بنت رَسُولِ اللَّهِ ÷، سَأَلَتْ أَبَا بَكْرٍ بَعْدَ وَفَاةِ رَسُولِ اللَّهِ