شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[خطبة فاطمة &]

صفحة 330 - الجزء 3

  رَحِيمٌ ١٢٨}⁣[التوبة]، فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم».

  قال: وهما روايتان في هذا الكلام إحداهما هذه والثانية رواها أبو العيناء عن ابن عائشة قال: لما قبض رسول الله ÷ أقبلت فاطمة إلى أبي بكر في لمة من حفدتها - ثم اجتمعت الروايات من هاهنا - ونساء قومها تطأ في ذيولها ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ÷ حتى دخلت على أبي بكر وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم قد نيطت دونهم ملاءة ثم أنت أنة أجهش لها القوم بالبكاء وارتج المجلس ثم أمهلت هنيهة حتى إذا سكن نشيج القوم وهدأت فورتهم افتتحت كلامها بالحمد لله ø والثناء عليه والصلاة على رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم قالت: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ١٢٨} فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم وأخا ابن عمي دون رجالكم، فبلغ الرسالة صادعاً بالنذارة مائلاً عن سنن المشركين ضارباً لثَبجِهم يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة، آخذاً بأكظام المشركين يهشم الأصنام ويفلق الهام حتى انهزم الجمع وولوا الدبر حتى انفرى الليل عن جُنحه وأسفر الحق عن محضه ونطق زعيم الدين وخرست شقاشق الشياطين وتمت كلمة الإخلاص، وكنتم على شفا حفرة من النار نُهزة الطامع ومذقة الشارب وقبة العجلان وموطأ الأقدام تشربون الرنق وتقتاتون القدّ أَذِلةً خاسئين يتخطفكم الناس من حولكم حتى أنقذكم برسوله ÷ بعد اللُّتيا والتي وبعد أن مني سهم الرجال وذوبان العرب وقردة أهل الكتاب كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله أو نجم قرن الشيطان أو فغرت فاغرة قذف أخاه في لهواتها فلا ينكفئ يطأ صماخها بأخمصه ويطفئ عادية لهبها بسيفه مكدوداً في ذات الله وأنتم في رفاهية فكهون آمنون وادعون حتى إذا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ظهرت حسيكة النفاق وشمل