[الناكثون وما حدث منهم]
  ابن عباس.
  وروى فيها أيضاً بإسناده إلى أبي العباس الحسني يرفعه إلى ابن مسعود قال: قلت يا رسول الله من يغسلك إذا مت؟ قال: «يغسل كل نبي وصيه»(١).
  قال: قلت يا رسول الله من وصيك؟
  قال: «علي بن أبي طالب».
  قال: قلت: كم يعيش بعدك؟
  قال: «ثلاثين سنة، وإن يوشع بن نون عاش بعد موسى ثلاثين سنة وخرجت عليه صفراء بنت شعيب زوجة موسى وقالت: أنا أحق بالأمر منك فقاتلها وقاتل مقاتليها وأسرها وأحسن أسرها، وإن ابنة أبي بكر ستخرج على علي في كذا وكذا ألفاً من أمتي فيقاتلها ويقاتل مقاتلتها ويأسرها ويحسن أسرها، وفيها وفي صفراء نزل قوله تعالى: {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى}[الأحزاب: ٣٣].
[الناكثون وما حدث منهم]
  أما الناكثون فهم أصحاب الجمل وذلك أنه لما تمت بيعة علي # واستقام أمره وكان أول من بايعه طلحة بن عبيدالله ثم الزبير بن العوام ثم سائر الناس أتى طلحة والزبير علياً # وكان الزبير يريد العراق وطلحة اليمن فقالا: إنا نريد العمرة فأْذَن لنا في الخروج، فقال علي #: «والله ما أرادا العمرة ولكنهما أرادا الغدرة» فلحقا عائشة(٢) بمكة وكانت خرجت للعمرة قبل أن يقتل عثمان
= اليقين، ورواه ابن أبي الحديد في شرح النهج بلفظ: (كلهم في النار وتنجو بعدما كادت) عن ابن عباس، ورواه أيضاً عن أم سلمة بلفظ: (تنبحها كلاب الحوأب، فتكون ناكبة عن الصراط) وكلا الروايتين نقلا عن أبي مخنف.
(١) رواه أبو العباس الحسني (ع) في المصابيح، والإمام الحسن (ع) في أنوار اليقين.
(٢) عائشة بنت أبي بكر: أم المؤمنين، عقد بها رسول الله ÷ بمكة، وبنى بها بالمدينة، وهي بنت =