[الناكثون وما حدث منهم]
  فلما صارت ببعض الطريق راجعة لقيها ابن أم كلَّاب قالت: ما فعل عثمان؟ قال: قتل، قالت: بعداً وسحقاً، فمن بايع الناس؟ قال: طلحة، قالت: إيهاً ذو الأصبع(١)، ثم لقيها آخر فقالت: ما فعل الناس؟ قال: بايعوا علياً، قالت: والله ما كنت أبالي أن تقع هذه على هذه.
  ثم رجعت إلى مكة فاتفق بها طلحة والزبير وحرضاها على الخروج فأتت أم سلمة زوج النبي ÷ فقالت: ابن عمي وزوج أختي أعلماني أن عثمان قتل مظلوماً وأن أكثر الناس لم يرض بيعة علي وأن جماعة أهل البصرة قد خالفوا فلو خرجت بنا لعل الله يصلح أمر أمة محمد ÷ على أيدينا.
  فقالت لها أم سلمة: إن عماد الدين لا يقام بالنساء على النساء غض الأبصار وحفظ الأطراف وجر الذيول، إن الله قد وضع عني وعنك هذا، ما أنت قائلة لو أن رسول الله ÷ عارضك بأطراف الفلوات قد هتكت حجاباً قد ضربه عليك؟
  فنادى مناديها: ألا إن أم المؤمنين مقيمة فأقيموا، فأتاها طلحة والزبير فحملاها على الخروج فسارت إلى البصرة ومعها طلحة والزبير في خلق عظيم وقدم يعلى بن مُنْيَة بمال من اليمن عظيم هارباً من عبيدالله بن العباس حين ولاه علي بن أبي طالب # صنعاء وعزل عنها يعلى بن منيه وكان يعلى بن منيه عاملاً
= تسع سنين، وتوفي الرسول ÷ وهي في ثمان عشرة سنة؛ وفيها ورد: «أيتكن تنبحها كلاب الحوأب» بمهملة، وفي رواية: «إياك أن تكونيها يا حميراء»، فلما بلغته سألت عنه، فقيل: الجوأب بالجيم؛ وكانت أول كذبة في الإسلام. وهي معدودة من أصحاب الألوف، ولما خرجت على أمير المؤمنين # أسرها وأحسن أسرها، رعاية لحق رسول الله ÷. تُوفيت سنة ثمان وخمسين عن خمس وستين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).
(١) لأن أصبع طلحة أصيبت يوم بدر أو أحد. (من هامش الأصل).