[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]
  # فقال: «اللهم اشهد»، ثم رمى آخر فقتل رجلاً من أصحاب علي # فقال: «اللهم اشهد»، ثم رمى آخر فأصاب أخا عبدالله بن بديل بن ورقاء الخزاعي فقتله فأتى به أخوه عبدالله يحمله، فقال علي #: «اللهم اشهد» ثم أذن علي # في القتال، وأطافت بنو ضبة بالجمل وكانت تحمل الراية فقتل منهم ألفان ثم حفت به الأزد فقتل منهم ألفان وسبعمائة وكان لا يأخذ خطام الجمل أحد إلا سالت نفسه وقتل طلحة بن عبيدالله قتله مروان بن الحكم وهو من جملة أصحابه وقال: لا أطلب ثانية بعد اليوم بثار بدم عثمان وأنت قتلته.
  فقال طلحة لما سقط: يا لله ما رأيت كاليوم قط شيخاً من قريش أضيع مني إني والله ما وقفت موقفاً إلا عرفت موضع قدمي فيه إلا هذا الموضع.
  وروي أنه وجد في تركته ثلاثمائة بهار من ذهب وفضة والبهار مزود من جلد عجل، وقد قيل: إنه وجد له ألف بهار والبهار جلد عنق الجمل والله أعلم.
  وروي أن أمير المؤمنين # دفع رايته يوم الجمل إلى ابنه محمد بن الحنفية وقال: تقدم، ثم وقف ساعة فصاح به اقتحم لا أم لك فحمل محمد وطعن بها في أصحاب الجمل طعناً منكراً فأعجب به علي # فجعل ينشد:
  اطعن بها طعن أبيك تحمد ... لا خير في الحرب إذا لم توقد
  ثم استل أمير المؤمنين # سيفه وحمل في القوم فضرب فيهم يميناً وشمالاً ورجع وقد انحنى سيفه فجعل يسويه بركبتيه فقالوا: نحن نكفيك، فلم يجب أحداً ثم حمل ثانياً حتى اختلط بهم ثم رجع وقد انحنى سيفه فوقف يسويه بركبتيه ويقول: والله ما أريد بذلك إلا وجه الله والدار الآخرة، ثم التفت إلى ابنه محمد وقال: «هكذا فاصنع يا بني».
  فلما عُرقب الجمل ووقع دنا أمير المؤمنين # على بغلة رسول الله ÷ فقرع الهودج برمحه وقال: يا عائشة أهكذا أمرك رسول الله ÷؟ فقالت: قد ظفرت بنا فأحسن.