شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]

صفحة 350 - الجزء 3

  ثم سار علي # حتى عبر إلى الجانب الأيسر من الفرات وصار إلى صفين وقد سبق معاوية إلى الماء وسعة المناخ فتوسل الناس إلى معاوية، وقالوا: لا تقتل الناس عطشاً وفيهم العبد والأمة والأجير فأبى معاوية وقال: لا سقاني الله ولا أبا سفيان من حوض رسول الله ÷ إن شربوا منه أبداً.

  فوجه علي # الأشتر في الخيل والأشعث بن قيس في الرجالة وكانت خيل معاوية مع أبي الأعور السلمي فقاتلوه حتى صارت سنابك الخيل في الفرات وغلبوا على المشرعة وكان الواقف عليها عبدالله بن الحارث أخو الأشتر فقال أصحاب معاوية: إنه لا مقام لنا وقد أخذ علي المشرعة.

  فقال عمرو بن العاص: إن علياً لا يستحل منك ومن أصحابك ما استحللت منه ومن أصحابه.

  فأطلق علي ~ لهم الماء.

  وروي أن أصحاب أمير المؤمنين # كانوا تسعين ألفاً وأصحاب معاوية لعنه الله مائة وعشرين ألفاً وكان بينهم هناك وقعات كبار كثيرة روي أنها تسعون وقعة والله أعلم.

  وروي أن عدة القتلى في أيام صفين من أصحاب معاوية خمسة وأربعون ألفاً، ومن أصحاب علي # خمسة وعشرون ألفاً فيهم أويس القرني⁣(⁣١) وعمار بن


(١) أويس بن عامر بن جزء القرني. أحد الأعلام المشهورين، من النساك العباد المقدمين، أصله من اليمن، وأدرك حياة النبي (÷) ولم يره. ووفد على عمر بن الخطاب، ثم سكن الكوفة وشهد وقعة صفين مع أمير المؤمنين # ورجح الكثيرون أنه استشهد فيها سنة ٣٧ هـ. (معجم رجال الاعتبار باختصار) وقال في لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # عند ذكره لاويس القرني ما لفظه: قلت: وهو من الشهداء - رضوان الله عليهم - بصفين، بين يدي سيد الوصيين ~.