[خطبة علي # بعد رجوعه إلى الكوفة واستعداده للحرب]
  ثم كتب # إلى عماله يستحثهم للقدوم إليه ومراده الرجوع لقتال معاوية، وقد كان معاوية لعنه الله أمر عمرو بن العاص لعنه الله إلى مصر فأخذها وأغار بعض أصحاب معاوية على أطراف نواحي جهات علي # في مدة الفتنة فوجه إليه علي # من يقاتله ثم خطب # خطبة عظيمة وحرض على الجهاد ونادى بأعلى صوته: الجهاد الجهاد عباد الله، ألا وإني معسكر في يومي هذا فمن أراد الرواح إلى الله تعالى فليخرج.
  قال نوف البكالي وهو راوي هذه الخطبة: وعقد للحسن # في عشرة آلاف، ولقيس بن سعد في عشرة آلاف، ولأبي أيوب الأنصاري في عشرة آلاف ولغيرهم على أعداد أخر وهو يريد الرجعة إلى صفين، فما دارت الجمعة حتى ضربه الملعون ابن ملجم لعنه الله وتراجعت العساكر.
  قال: فكنا كأغنام فقدت راعيها تخطفها الذئاب من كل مكان.
  وقال المنصور بالله # في العقد الثمين: لما تجهز # إلى معاوية في الجنود العظيمة، فيهم أربعون ألف مستميت قد بايعوا على الموت، وقد قدم كتاباً إلى معاوية لعنه الله فيه قاصمة الظهر، قال في فصلٍ منه: «والله لئن جمعتني وإياك صروف الأقدار لا رجعت إلى أهلٍ ولا مالٍ حتى يقضي الله بيني وبينك ما هو قاض، واستنفر # الناس، فنفروا وعسكروا بالمدائن وتخلف # لاستحثاث الناس ولصلاة الجمعة، فاغتاله عدو الله ابن ملجم لعنه الله، فبلغ الخبر إلى المدائن بقتله، فأنكر ذلك ابن سبا أشد الإنكار، وقال: ما قتل، ولا ينبغي أن يقتل، فجاءوا إليه بمن شهد أنه # ضرب على هامته حتى وصل السيف إلى أم دماغه، وكثر الحاكي لذلك، فقال لهم: والله لو أتيتموني بدماغه في سبعين صرة ما أقررت لكم أنه مات، ولا يموت حتى يسوق العرب بعصاه إلى الحق كما يسوق الراعي غنمه إلى الماء، لكن رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن