شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[حكم الناكين والقاسطين والمارقين والخلاف في ذلك]

صفحة 363 - الجزء 3

  مريم إلى غير ذلك من الجهالات، واتبعه على ذلك طائفة من الجهَّال، والجهل لا غاية له.

  قال #: وابن سبأ هذا أول من أسس مذهب الغلاة. انتهى

[حكم الناكين والقاسطين والمارقين والخلاف في ذلك]

  وإذ قد أتينا على ما لا بد منه من ذكر أحوال الناكثين والقاسطين والمارقين فاعلم أن الناس اختلفوا في حكمهم وإنما ذكرنا ذلك ليتضح لكل ناظر بعين بصيرته أن أكثر الأمة قد صغروا أمير المؤمنين وجحدوه فضله وشرفه ومنزلته من رسول الله ÷ وأنكروا ولايته وجعلوه من جملة آحاد الناس الذين لا فضل لبعضهم على بعض حسداً منهم وبغياً ومخالفة لله سبحانه في أمره ولرسوله ÷ فيما عظم من قدره ورفع من شأنه وبلغ عن ربه جل وعلا ما أمره به فيه حسبما قد ذكرنا اليسير من ذلك وقد قال رسول الله ÷: «يا علي أنت فارس العرب وقاتل الناكثين والمارقين والقاسطين، وأنت أخي ومولى كل مؤمن ومؤمنة، وأنت سيف الله الذي لا يخطئ، وأنت رفيقي في الجنة»⁣(⁣١) رواه أبو طالب # في أماليه.

  فقال أكثر المعتزلة وغيرهم: وخطأ طلحة والزبير وعائشة في بغيهم على علي # قطعي يوجب الفسق لبغيهم على إمام الحق وقد أجمعت الأمة على أن البغي على إمام الحق فسق. ذكره الإمام المهدي # في الغايات.

  وقال بعض المعتزلة كعمرو بن عبيد ومن تابعه: لا يجوز القطع بفسقهم لأن أحد الفريقين فاسق ولكن هو غير معين فيجوز أنه علي # لعنوا بما قالوا.

  قال عمرو بن عبيد: لو شهد عندي علي # ورجل من عسكره أو طلحة


(١) رواه الإمام أبو طالب (ع) في الأمالي بسنده إلى الإمام الرضا عن آبائه (ع)، والإمام علي بن موسى الرضا (ع) في الصحيفة، والأمير الحسين (ع) في الشفاء، والإمام الحسن بن بدرالدين (ع) في أنوار اليقين، ورواه الحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين.