[فصل في ذكر الناكثين والقاسطين والمارقين]
  وإذا ثبت كفر يزيد في حياة أبيه بقي حكمه بعد موته لعدم ظهور ما يرفعه ولكون ولايته مستندة إلى عقد أبيه له وذلك تجديد للكفر.
  قال الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة #: إن معاوية عندنا أهل البيت كافر ولم نعلم في ذلك خلافاً بين سلفنا الصالح سلام الله عليهم إلى قوله #: وحكم أصحابه كحكمه بلا خلاف لأن الله تعالى يقول: {يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}[الإسراء: ٧١]، انتهى.
  وقال في المحيط: فأما الكلام في تكفيره فإنه قد أجمع أهل البيت $ على ذلك لا يختلفون فيه، قال: قال المؤيد بالله # في كتاب التبصرة: إن معاوية ويزيد قد ثبت كفرهما وفسقهما وذلك مذهب عامة المعتزلة لا من حيث أنه حارب علياً # بل من حيث إنه وضع الجبر في هذه الأمة، وقال به قاضي القضاة في المغني وذكر مثله عن أبي علي. انتهى.
  وإن سلمنا أن معاوية كان قد صح إسلامه قبل ذلك كان ذلك ردة وحكم دار أهل الردة إذا كانت لهم شوكة حكم دار الحرب وإلا فما ورد فيه من الأخبار تدل على أنه كان منافقاً.
  قال ابن أبي الحديد: قال شيخنا أبو القاسم البلخي: ما زال عمرو بن العاص ملحداً ما تردد قط في الإلحاد والزندقة وكان معاوية مثله ويكفي من ملاعبتهما بالإسلام حديث السرار المروي.
  وقال ابن أبي الحديد: المؤلفة قلوبهم الداخلون فيه بمال وشاءٍ أبو سفيان بن حرب وابنه معاوية بن أبي سفيان ويزيد(١) وحكيم(٢) بن حزام وسهيل
(١) أي يزيد بن أبي سفيان. من هامش الأصل.
(٢) حكيم بن حزام بن خويلد القرشي، أبو خالد، ابن أخي خديجة أم المؤمنين ^.
أسلم عام الفتح، وكان من المؤلفة، فحسن إسلامه. توفي بالمدينة، سنة أربع وخمسين، عن مائة وعشرين. (لوامع الأنوار للإمام الحجة مجدالدين بن محمد المؤيدي # باختصار).