[إلحاق معاوية لزياد بن أبيه به في النسب]
  ورأيت، والله لقد أخذ بكور ذراعها(١) وأغلقت الباب عليهما وقعدت دفشانا(٢)، فلم ألبث أن خرج علي يمسح جبينه، فقلت: مه يا أبا سفيان؟
  فقال: ما أصبت مثلها يا أبا مريم لولا استرخاء من ثدييها وذفر من مرفقيها.
  فقام زياد فقال: أيها الناس هذا الشاهد قد ذكر ما سمعتم ولست أدري حق ذلك من باطله وإنما كان عبيد أباً(٣) مبروراً أو ولياً مشكوراً والشهود أعلم بما قالوا.
  فقام يونس بن عبيد أخو صفية بنت عبيد بن أسد بن علاج الثقفي وكانت صفية مولاة سمية فقال: يا معاوية قضى رسول الله ÷ أن الولد للفراش وللعاهر الحجر، وقضيت أنت أن الولد للعاهر وأن الحجر للفراش مخالفة لكتاب الله وانصرافاً عن سنة رسول الله ÷ بشهادة أبي مريم على زنا أبي سفيان؟
  فقال معاوية: والله يا يونس لتنتهين أو لأطيرن بك طيرة بطياً وقوعها.
  وفي هذا دلالة على أن معاوية لم يمسه الإسلام إلا نفاقاً، وهذه تكفينا في كفر معاوية لعنه الله لقوله تعالى: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ٤٤}[المائدة]، وإن كان أهل العلم قد ذكروا غير هذه من أسباب كفر معاوية.
  وإذا ثبت كفر معاوية ثبت كفر ولده يزيد وجميع أهل ولايته؛ لقوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}[المائدة: ٥١]، ولأن الدار قد ثبت كونها دار كفر لظهور الكفر فيها بغير جوار، ومن سكن في دار الكفر مختاراً لغير عذر فهو كافر فما ضنك بمن والى الكفار وناصرهم وأحبهم.
(١) كذا في الأصل وفي المروج: «بكم درعها»
(٢) كذا في الأصل وفي المروج: «دهشاناً»
(٣) أباً في الأصل كما أثبتنا. وفي المروج: ربيباً مبروراً.