(فصل): في إمامة الحسنين $
  منهم ذلك المذهب.
  ولما سمع به جعفر الصادق أنكر ذلك على الشيعة فأبوا وقالوا: إن جعفراً ينكر علينا تقية على نفسه فاستمروا على ذلك وكل من ادعى الخلافة من العلوية بعد هذا يكونون أعدى الأعداء له وأحرص الناس على إتلافه وأخذل الناس له لاعتقادهم أن النص في غيره وحصل بذلك مراد أبو الدوانيق ولهذا قال شاعر الإمامية وهو السمطي:
  سن ظلم الإمام للناس زيد ... إن ظلم الإمام ذو أعقال
  وبنو الشيخ والقتيل بفخ ... ثم(١) يحيى ومؤتم الأشبال
  ذكر هذين البيتين في الحدائق والعقد الثمين وهذا مما يؤيد ما ذكره الهادي # في الرافضة ووجه تسميتهم بهذا الاسم وقد زعم من اغتر بكلام بعض المنحرفين عن أهل البيت $ أن الروافض إنما سموا بهذا الاسم لسبب رفضهم المشائخ الثلاثة المتقدمين على علي # وأنهم وصلوا إلى زيد بن علي # وسألوه عن المشائخ فقال: لا أقول فيهم إلا خيراً فرفضوه لرفضهم المشائخ. وليس كذلك إنما الرفض رفض أئمة أهل البيت $، وقد اشار إلى ذلك من قال:
  لما اعتقدت بأن حبكم ... آل النبي محمد فرض
  عكسوا وكان العكس دأبهم ... جهلاً وقالوا دينه رفض
  لمحمد عندي وعترته صدق ... الولا ولغيره البغض
  أأحبهم وأحب شانئهم ... هذا لعمر أبيكم نقض
  ما حبهم إلا ببغضهم والـ ... ـحق يعضد بعضه بعض
(١) بعد (نخ). (من هامش الأصل).