(فصل في التفضيل)
  لباس التعزز وخلع قناع التذلل».
  إلى قوله #: «فمن بعد إبليس يسلم على الله بمثل معصيته كلا ما كان الله ليدخل الجنة بشراً بأمرٍ أخرج منها به ملكاً، إن حكمه في أهل السماء وأهل الأرض لواحد، وما بين الله وبين أحد من خلقه هوادة في إباحة حمىً حرّمه على العالمين».
  وقال القاسم بن إبراهيم # في أول كتاب تثبيت الإمامة: الحمد لله فاطر السماوات والأرض مفضل بعض مفطوراته على بعض، بلوى منه للفاضلين بشكره واختباراً للمفضولين بما أراد في ذلك من أمره ليزيد الشاكرين في الآخرة بشكرهم من تفضيله وليذيق المفضولين بسخط إن كان منهم في ذلك من تنكيله ابتداء في ذلك للفاضلين بفضله وفعلاً فعله بالمفضولين عن عدله لقوله جل ثناؤه وتباركت بقدسه أسماؤه: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ٢٣}[الأنبياء].
  إذا عرفت ذلك فاعلم أن فضائل أمير المؤمنين # وأهل البيت $ كافة لا تخفى وأنوار فضائلهم وشرفهم على غيرهم في كل زمان لا تطفى لأن الله سبحانه قد جعلهم حججاً له على عباده وقرنهم بالكتاب إلى آخر أيام الدنيا وإنما ينكر فضلهم ويجحد شرفهم من نازع الله سبحانه رداء الجبرية وادرع لباس التعزز وخلع قناع التذلل.
  واعلم أرشدك الله أن الاعتقادات أصول الأديان والاعتقاد الصحيح أصل الدين الصحيح، والاعتقاد الفاسد أصل الدين الفاسد فمتى صح الأصل ثبت الفرع:
  وهل يستوي الممشى وما ثم منهج ... وكيف يقوم الظل والعود أعوج
  فلا تكون الأعمال وإن كثرت وأتعبت من طول القيام وتكرير الصلاة والصيام وإظهار التقشف والزهد وإدامة التعبد ودرس الكتب في المدارس وكثرة أهل المجالس والأتباع والأشياع دليلاً على إصابة الحق ولا نافعاً مع