(فصل في التفضيل)
  إليه ثم أومأ إليه بالسبابة والوسطى فقال لهما عمر: تطليقتان، فقال أحدهما: سبحان الله جئناك وأنت أمير المؤمنين فمشيت معنا حتى وقفت على هذا الرجل فرضيت أن أومأ إليك فقال لهما: ما تدريان من هذا؟ قالا: لا. قال: هذا علي بن أبي طالب أشهد على رسول الله ÷ لسمعته وهو يقول: «إن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعا في كفة ووضع إيمان علي في كفة ميزان لرجح إيمان علي بن أبي طالب»(١) قال الكنجي: هذا حديث ثابت رواه الجوهري في كتاب فضائل علي ¥ عن شيخ أهل الحديث الدارقطني، وأخرجه محدث الشام في ترجمة علي كما أخرجناه سواء وغير ذلك كثير.
  ثم نقول على جهة الإجمال: (لو وزن أعمال الوصي علي # بأعمال من ذكروا) أي ذكره المخالف بأنه هو الأفضل كأبي بكر وعمر وعثمان (أو) لو وزن (ما ورد فيه) أي في علي # من الأخبار الصحيحة المعلومة قطعاً المتضمنة للتفضيل والشرف وعظم المنزلة عند الله سبحانه (بما ورد فيمن ذكروا) ممن تقدم ذكره مع أن هذه التي وردت في علي # (مما لا ينكره المخالف) لأن كتبهم مشحونة بتلك الفضائل (مع) فضيلة عظمى وهي (سابقته) # إلى الإسلام إذ قد ثبت أنه # أول الناس إسلاماً بعد خديجة ^ أسلم وهو ابن سبع سنين أو عشر أو غير ذلك على اختلاف الروايات ولم يعبد صنماً ولا تلبس بمعصية منذ ولد # إلى أن استشهد كرم الله وجهه في الجنة إذ كانت تربيته # في حجر رسول الله ÷.
(١) رواه المحب الطبري في ذخائر العقبى، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأخرجه المبرد في محض الصواب، وأخرجه العصامي في سمط النجوم العوالي ثم قال: أخرجه ابن السمان والحافظ السلفي، وأخرجه المحب الطبري في الرياض النضرة ثم قال: أخرجه ابن السمان والحافظ السلفي في المشيخة البغدادية، وأخرجه السيوطي في الجامع الكبير، والهندي في كنز العمال عن عمر وعزياه إلى الديلمي.