[سابقة علي # في الإسلام وبعض مناقبه وغير ذلك]
  والوجه الثاني: أنه دعاه إلى الإسلام أولاً ونحن نعلم من حاله أنه يقبح من أحدنا أن يبتدئ في الدعاء إلى الدين بالأطفال قبل دعاء ذوي الألباب من الرجال لأن ذلك يكون عدولاً عن الواجب إلى المندوب ومثل ذلك لا يجوز منا فكيف يجوز من النبي ÷؟
  وفي المحيط: والصحيح عندنا أنه أسلم وله ثلاث عشرة سنة و قد يبلغ الإنسان بدون ذلك.
  قال السيد أبو طالب ¥: الصحيح في مبلغ عمره أنه ما بين خمس إلى ست وستين سنة وهذا يوجب أن يكون له حال إسلامه أكثر من ثلاث عشرة سنة والعادة جارية بأن الإنسان يبلغ في دون هذه المدة.
  وذكر القاسم بن إبراهيم # أنه كان له ثلاث عشرة سنة والمشهور عن الحسن البصري مثله.
  إلى أن قال: وإن سلمنا أنه كان من أبناء سبع سنين وذلك أقل ما قيل فإنه لا يضرنا لأنا نجوز في ابن سبع سنين أن يكون مكلفاً تلزمه معرفة الله تعالى ويكون مثاباً ومعاقباً وذلك مذهب جميع أهل العدل لا يختلفون فيه ويقولون إن خمس عشرة سنة أو الاحتلام أو الحيض إنما جعل حداً للأحكام الشرعية وأما الأحكام العقلية فلا تتعلق إلا بكمال العقل. انتهى.
  وعن أبي أيوب الأنصاري عن النبي ÷ أنه قال: «صلت الملائكة عليّ وعلى علي سبع سنين وذلك أنه لم يصل معي أحد غيره»(١) رواه ابن المغازلي في المناقب.
(١) رواه الإمام أبو طالب (ع) في الأمالي وأبو العباس الحسني (ع) في المصابيح، ورواه محمد بن سليمان الكوفي في المناقب، والحاكم الجشمي في تنبيه الغافلين، ورواه المحب الطبري في ذخائر العقبى، وابن أبي الحديد في شرح النهج كلهم عن أبي أيوب، ورواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن ابن عباس وأبي أيوب، ورواه الخطيب البغدادي في المتفق والمفترق، وابن الأثير في أسد الغابة.