(فصل في التفضيل)
  قلت: وهذا الحديث يشهد له الكتاب والسنة المجمع عليها، أما الكتاب فقوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا ...} الآية [المائدة: ٥٥]، فإن الله سبحانه قد أوجب ولاية علي # على جميع المكلفين وإذا كان كذلك فلا بد من السؤال عنها.
  وأما السنة فما ثبت منها بالإجماع كخبر غدير خم وخبر المنزلة وغيرهما الموجبة لولايته وعظم منزلته وذلك واضح.
  ومنها ما رواه الكنجي عن علي # قال: كنت أدخل على رسول الله ÷ ليلاً ونهاراً فكنت إذا سألته أجابني وإذا سكتُّ ابتدأني، وما نزل عليه آية إلا قرأتها وعلمت تفسيرها وتأويلها، ودعا الله لي أن لا أنسى شيئاً علمني إياه فما نسيته من حرام ولا حلال وأمر ونهي وطاعة ومعصية، ولقد وضع يده على صدري وقال: «اللهم املأ قلبه علماً وفهماً وحكماً ونوراً»(١)، ثم قال لي: «أخبرني ربي ø أنه استجاب لي فيك»، قال الكنجي: هكذا رواه الحافظ الدمشقي في مناقبه.
  ومنها قوله ÷: «اللهم أدر الحق مع علي حيث دار».
  ومنها: قوله ÷: «لا يدخل الجنة إلا من جاء بجواز من علي بن أبي طالب»(٢).
(١) رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن أبيه علي بن أبي طالب (ع).
(٢) رواه الإمام عبدالله بن حمزه (ع) في مجموعه، والإمام الحسن بن بدرالدين في أنوار اليقين عن ابن عباس مرفوعا، وروى نحوه بلفظ: «إن على الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب» ابن عساكر في تاريخ دمشق، والخطيب في تاريخ بغداد، والمحب الطبري في الرياض النضرة.