فصل: [ما يدرك بالعقل وأقسامه]
  (وقد يطلق الوهم على الغلط) أي: وقد يسمى الغلط وهماً فيقال: وهمت في كذا أي: غلطت فيه، (و) قد يطلق أيضاً (على الشك) فيقال: وهمت في كذا أي: شككت فيه.
  (والتوهم) في اللغة: (التصور) للشيء (صواباً كان) ذلك التصور بأن يطابق الواقع (أو خطأ) بأن يخالفه، (قال الشاعر) وهو ذو الرمة(١):
  فمَا شَنَّتا خَرْقاءَ واهِيتَا الكُلى ... سَقَى بهِمَا ساقٍ ولمَّا تَبَلّلا
  (بأَضْيَعَ مِنْ عَيْنَيْك لِلدَّمْعِ كُلَّمَا ... تذكرت ربعاً أَو توهَّمتَ منزِلا)
  أراد أو تصورت منزلاً.
  الشن: القربة الخلق والشنة أيضاً كأنها صغيرة والخرق بالتحريك الدهش من الخوف والحياء والخرق(٢) أيضاً ضد الرفق، وفي المثل: لا تعدم الخرقاء علة معناه: أن العلل كثيرة موجودة تحسنها الخرقاء فضلاً عن الكيِّس، والخرقاء من الغنم التي في أذنها خرق مستدير وخرقاء صاحبة ذي الرمة.
  والكلى: جمع كلية والكلية معروفة والكلية أيضاً جليدة مستديرة تحت عروة المزادة تخرز مع الأديم.
  والكلية من القوس: ما بين الأبهر والكبد وهما كليتان، والكليتان ما عن يمين نصل السهم وشماله. وكلية السحاب: أسفله. ذكر هذا في الصحاح.
  (وقد يطلق) التوهم (على الظن) يقال: توهمت كذا أي: ظننته.
  (والجهل) نوعان: (مفرد ومركب فـ) الأول (المفرد): وهو (انتفاء العلم بالشيء) أي: انتفاء العلم بالشيء فلا يتصور ولا يخطر ببال.
(١) غيلان بن عقبة بن نهيس بن مسعود العدوي، من مضر، أبو الحارث، ذو الرمة: شاعر، من فحول الطبقة الثانية في عصره. قال أبو عمرو بن العلاء: فتح الشعر بامرئ القيس وختم بذي الرمة. [مولده ووفاته] ٧٧ - ١١٧ هـ (الأعلام للزركلي باختصار).
(٢) الخَرَق والخُرْق. شكلها في الأصل بهما.