فصل: [ما يدرك بالعقل وأقسامه]
  بوقوعه، (وغير جازم) وهو بخلافه.
  (فالجازم مع المطابقة) للواقع في نفس الأمر (وسكون الخاطر) من الشك والارتياب، كما إذا اعتقدت كون زيد في الدار، وجزمت وسكن خاطرك عن الشك وطابق هذا الاعتقاد الواقع في نفس الأمر بأن كان زيد في الدار كما اعتقدت فهذا (علم) أي: يسمى علماً.
  فعلى هذا العلم نوع من الاعتقاد مخصوص وبعض من أبعاضه وليس بجنس مستقل بنفسه، وعند بعضهم هو جنس مستقل وليس بنوع للاعتقاد ولا حاجة إلى التطويل فيه.
  (و) الجازم (مع عدمهما) أي: عدم المطابقة وسكون الخاطر (أو) مع عدم (الأول) وهو المطابقة أي: لم يطابق مع سكون الخاطر (اعتقاد فاسد) أي: يسمى اعتقاداً فاسداً، (وجهل مركب) أي: ويسمى جهلاً مركباً وهو تصور الشيء أو تصديقه على خلاف ما هو عليه كما سيأتي إن شاء الله تعالى.
  (و) هو (مع عدم الثاني) أي: عدم سكون الخاطر مع أنه قد طابق الواقع (اعتقاد صحيح) أي: يسمى اعتقاداً صحيحاً.
  (و) التصديق (غير الجازم إن كان راجحاً) أي: اعتقاداً راجحاً على خلافه بأمارة (فظن) أي: يسمى ظناً.
  (وإن كان مرجوحاً) وكان خلافه الراجح (فوهم) أي: فيسمى وهماً لا حقيقة له.
  (وإن استوى) فيه (الحال) ولم يترجح أحد الجانبين (فشك) أي: يسمى شكاً.
  (والأول) أي: الراجح الذي هو الظن (إن طابق) الواقع (فصحيح) أي: يسمى ظناً صحيحاً، (وإلا) يطابق الواقع بل خالفه (ففاسد) أي: يسمى ظناً فاسداً.