شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

(فصل: في حقيقة النظر و) ما يجب منه وبيان (أقسامه)

صفحة 166 - الجزء 1

  الجهمية أصحاب جهم بن صفوان وصالح بن عبدالله المعروف بصالح⁣(⁣١) قبة، ومنهم من يقول إنها تحصل بطبع القلب بشرط؛ فيوجبون النظر لا على الوجه الذي نوجبه وهو مذهب أبي بحر الجاحظ⁣(⁣٢) وأبي علي⁣(⁣٣) الإسواري، وقال غيلان⁣(⁣٤): علم الإنسان بأنه مصنوع لم يصنع نفسه بل صنعه غيره ضروري، وسائر مسائل العدل والتوحيد اكتسابي.

  وقال أبو الهذيل: إن معرفة الداعي إلى معرفة الصانع ضروري.

  قال السيد مانكديم #: وقولنا: مع بقاء التكليف لأن المحتضر وأهل الآخرة يعرفون الله تعالى ضرورة.

  وقد خالف فيه أبو القاسم وقال: إنه تعالى كما يعرف دلالة في دار الدنيا فكذلك في دار الآخرة لأن ما يعرف دلالة لا يعرف إلا دلالة كما أن ما يعرف ضرورة لا يعرف إلا ضرورة.


(١) قيل هو صالح بن عبدالله وقيل هو صالح بن صبيح بن عمرو، معتزلي من الطبقة السابعة كان تلميذاً للنظام، تفرد بأقوال منها ما سمي بسببه «صالح قبة» وهو: التزامه بما الزم به من كونه يمكن أن يكون في مكة في قبة وفي مكان آخر في غيرها في نفس الوقت، حكوا وفاته في ٢٤٦ هـ. (تمت مصادر متفرقة).

(٢) عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، الشهير بالجاحظ: كبير أئمة الادب، ورئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة. مولده ووفاته في البصرة (١٦٣ - ٢٥٥ هـ). فلج في آخر عمره. وكان مشوه الخلقة. ومات والكتاب على صدره. قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه. له تصانيف كثيرة، منها الحيوان - ط أربعة مجلدات، و البيان والتبيين - ط. (الأعلام للزركلي باختصار).

(٣) أبو علي عمرو بن فائد الأسواري من الطبقة السابعة من المعتزلة وكان من أصحاب أبي الهذيل مات بعد المائتين هجرية. (المنية والأمل والأعلام باختصار).

(٤) غيلان بن مسلم الدمشقي أبو مروان، تنسب إليه فرقة الغيلانية من المعتزلة يروى أن عمر بن عبدالعزيز ولاه على مظالم بني أمية، ويروى أن هشام بن عبدالملك قتله في ولايته بعد سنة مائة وخمسة هجرية. تمت (الأعلام وغيره).