شرح الأساس الكبير،

أحمد الشرفي القاسمي (المتوفى: 1055 هـ)

[باب: في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

صفحة 6 - الجزء 4

  وقوله ÷: «لا يحل لعين ترى الله يعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل»⁣(⁣١).

  وقوله ÷: «ما من قوم يكون بين ظهرانيهم من يعمل بالمعاصي فلا يغيروا عليه إلا أصابهم الله بعقاب»⁣(⁣٢)، رواه عبدالله بن الحسين بن القاسم في كتاب الناسخ والمنسوخ، وغير ذلك كثير.

  ولا التفات إلى قول من زعم أن آيات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منسوخة وأنه نسخها قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ ...}⁣[المائدة: ١٠٥]، لأن الإجماع قد سبق قولهم.

  قال عبدالله بن الحسين #: وتأويل هذه الآية أنها في أهل الكتاب الذين أعطوا الجزية وأقروا بالذل والصغار وجرت عليهم الأحكام في الدار وأنه لا يجب إكراههم على الإسلام لأن الذمة وقعت لهم من النبي ÷ على تركهم على كفرهم وأن هذه الآية كانت فيهم على عهد رسول الله ÷ وذلك أن المؤمنين كانوا يدعونهم إلى الإسلام واشتد عليهم كفرهم فأنزل الله فيهم هذه الآية.

  واختلف في الدليل عليه هل من السمع والعقل معاً أو من السمع فقط والحق أنه من السمع فقط وهو قول الجمهور.

  وقال أبو علي: يدل العقل عليه أيضاً لأن العلم بقبح الفعل يتبعه وجوب المنع منه جبراً، ولأن الإنسان يجد من نفسه أنه لو رأى رجلاً يقطع صبياً ويعذبه


(١) رواه الإمام الهادي # في الأحكام، وروى نحوه محمد في أمالي أحمد بن عيسى #، وروى نحوه في الجامع الكافي، ورواه المؤيد بالله # في شرح التجريد، والإمام أحمد بن سليمان # في أصول الأحكام، والأمير الحسين # في الشفاء، وغيرهم.

(٢) رواه السيد الإمام عبدالله بن الحسين بن القاسم أخو الإمام الهادي # في الناسخ والمنسوخ، والإمام المنصور بالله القاسم بن محمد # في مجموعه، ورواه ابن بشران في أماليه، وغيرهم.