(باب الهجرة)
  وما روي عن عبدالله بن السعدي ¥ قال: قال رسول الله ÷: «لا تنقطع الهجرة ما قوتل العدو»(١) أخرجه النسائي وصححه ابن حبان.
  قال الإمام #: وهذا لا يشك في صحته لموافقته الكتاب من نحو قوله تعالى: {مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ...} الآية [الأنفال: ٧٢]، ونحوها.
  والعدو هم الكفار والمنافقون وأهل الطغيان والبغاة قال الله تعالى: {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ}[المنافقون: ٤]، في المنافقين.
  وقال تعالى: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ}[البقرة: ١٩٣]، يشمل أهل الطغيان وقال تعالى: {فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ}[الحجرات: ٩]، ولأنهم حذفوا الزيادة من الخبر وهي تدل على صحة تأويلنا لأن لفظ الخبر: عن ابن عباس ® قال: قال رسول الله ÷: «لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية»(٢) أخرجه بزيادته البخاري ومسلم.
(١) قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه النسائي باختصار. انتهى. ورواه أحمد بن حنبل في مسنده، والبيهقي في سننه، والطبراني في مسند الشاميين، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وقال الشوكاني في نيل الأوطار: رواه أحمد والنسائي، وفي سبل السلام: رواه النسائي وصححه ابن حبان. انتهى. ورواه النسائي في سننه بلفظ: «ما قوتل الكفار»، ورواه بهذا اللفظ الطبراني في الأوسط، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وابن حبان في صحيحه، وأبو نعيم في معرفة الصحابة، والحارث في مسنده، وابن قانع في معجم الصحابة، والبخاري في التاريخ الكبير، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وقال السيوطي في الجامع الكبير: أحمد والطبراني والبيهقي عن عبدالله بن السعدي. وهذا تخريج للحديث المتقدم في الشرح بلفظ: «ما قوتل الكفار».
(٢) رواه بالزيادة: «ولكن جهاد ونية» ونحوها البخاري في صحيحه عن ابن عباس، ومسلم في صحيحه عن عائشة، ورواه الترمذي في سننه عن ابن عباس، وأحمد بن حنبل في مسنده عنه وعن أبي سعيد، ورواه الدارمي في سننه عن ابن عباس، ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه عنه وعن أبي سعيد وعن أم يحيى بنت يعلى عن أبيها، ورواه الطبراني في الكبير عن ابن عباس وعن غزية بن الحارث، ورواه ابن حبان في صحيحه عن ابن عباس وغيرهم.