حرصه على التعليم ونشر العلوم
  أول معركة للإمام # واستمر في هذه النهضة الأولى، وذلك لأن للإمام مع الأتراك أربع نهضات: الأولى: من الدعوة إلى خروجه من شهارة إلى برط. والثانية: من خروجه من برط إلى انعقاد الصلح بينه وبين سنان باشا، ثم جعفر باشا. والثالثة: خروجه على جعفر باشا بعد موت إبراهيم باشا. والرابعة: خروجه على محمد باشا وهي التي تمكن فيها بعون الله من إقامة الدولة الإسلامية، وفي خلال هذه النهضات وقعت وقائع عظيمة مثل وقعة (غارب أثلة) وغيرها كما هو في اللآلئ المضيئة والنبذة المشيرة وغيرها، ثم تعقبها وفاته #.
حرصه على التعليم ونشر العلوم
  كان الإمام # كغيره من أئمة أهل البيت $ لا يثنيهم عن نشر العلوم وتعليم معالم الدين الحنيف - أيُّ شاغل حتى وهم في حال الاختفاء من أعدائهم، وفي حال الجهاد إذا لاحت لهم فرصة عكفوا على الدرس والتدريس، فهذا الإمام الذي لقي من الأتراك ومن معهم الشدائد والمحن مما كان يضطره الحال في بعض الأوقات إلى اللجوء إلى القفار، فيأخذ معه من قدر عليه من تلامذته، ويلبث معهم في القفرة يعلمهم العلوم الإسلامية بشتى أنواعها، من أصول وفروع وغيرهما، فقد نبغ في عصره الكثير من العلماء الأجلاء الذين لا زالت مؤلفاتهم باقية إلى اليوم، وصارت معتمداً في كثير من الفنون يغترف منها العالم والمتعلم، ويستنير بها الفقيه والمتكلم، فبعضهم كان تلميذاً للإمام # وبعضهم كان تلميذاً لغيره من العلماء.
  وإليك أيها القارئ ذكر بعضهم على جهة الاختصار لا الحصر، فمن أولاده الإمام المؤيد بالله محمد بن القاسم، وأخوه العالم الكبير الحسن بن القاسم، وكذا أخوهما الذي يلقب بإمام المحققين الحسين بن القاسم الذي ألف غاية السؤل في علم الأصول وشرحها، والسيد العلامة أحمد بن محمد بن صلاح الشرفي صاحب شرحي الأساس، والقاضي العلامة علي بن الحسين المسوري، والعلامة